سياسة عربية

احتفال ديني يهودي بالمغرب يثير غضبا حقوقيا بسبب دعوات لدعم جنود الاحتلال

الهيلولة في المغرب تتحول إلى منصة لدعم جيش الاحتلال وسط موجة استنكار حقوقي - الأناضول
الهيلولة في المغرب تتحول إلى منصة لدعم جيش الاحتلال وسط موجة استنكار حقوقي - الأناضول
أفادت مصادر عبرية بأن الحاخام دافيد حنانيا بينتو ألقى دعوات دينية مؤثرة من أجل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً بعودة جميع الأسرى في قطاع غزة سريعاً وبسلام، وذلك خلال احتفالات ذكرى “الهيلولة” في مدينة الصويرة المغربية

وذكرت وسائل إعلام عبرية، أبرزها موقع "كيكار هشبات"، أن هذه المناسبة الدينية تُحيى لإحياء ذكرى وفاة الحاخام ربي حاييم بينيتو، أحد أبرز الحاخامات في المغرب، وتشهد تجمع آلاف اليهود من مختلف دول العالم للتضرع والدعاء على الصعيدين الفردي والجماعي.

ووفقا للمصدر نفسه، فقد أشرف الحاخام دافيد حنانيا بينتو على تنظيم الاحتفال، بحضور شخصيات سياسية مغربية بارزة، ورئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط يوسي بن دافيد، إضافة إلى أعضاء من المجلس العلمي المحلي ومسؤولين من السلطة المحلية. 



وقد أثار الاحتفال وما رافقه من طقوس جدلا واسعا في المغرب، إذ اعتبره نشطاء محليون رمزيا لمواقف مزدوجة تجاه فلسطين.

وفي هذا الصدد، علق الصحافي المغربي علي أنوزلا بالقول إن الاحتفال لم يكن مجرد طقس ديني عابر، بل شهد مشاركة رجال سلطة ودين محليين وكأنهم “شهود على حفلة نسيان”، بينما يُمنع خطباء المساجد من الترحم على الضحايا الفلسطينيين أو التعبير عن التضامن معهم، خاصة من يُدفنون في المقابر الجماعية في غزة. 

وأضاف أنوزلا أن المفارقة تكمن في أن الممارسات الدينية اليهودية في المغرب، بما في ذلك زيارة أضرحة الحاخامات، تفتح المجال لمباركة جيش أجنبي متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، في وقت يُقمع فيه أي تعبير عن تضامن فلسطيني.

اظهار أخبار متعلقة


بالتزامن مع ذلك، قدمت “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” شكوى رسمية إلى رئاسة النيابة العامة، طالبت فيها بفتح تحقيق عاجل حول “شبهة استخدام الموانئ المغربية في نقل العتاد العسكري الذي يُستعمل في العدوان على غزة”، وفق بيان صادر عن الجمعية. 

وأوضحت الجمعية أن الشكوى تستند إلى “معطيات موثوقة تشير إلى تورط بعض السفن العابرة للمياه والموانئ المغربية في عمليات لوجستية لنقل العتاد وقطع الغيار والأسلحة الموجهة لاستهداف المدنيين والعسكريين في غزة”.

وأكدت الجمعية الحقوقية مسؤولية المغرب، دولة ومؤسسات، في الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، داعية السلطات إلى اتخاذ الإجراءات القانونية للتحقق من هذه الشبهات ومحاسبة المسؤولين عنها. وجددت الجمعية تأكيدها على تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والكرامة.

وتأتي هذه التطورات في سياق العلاقات المغربية الإسرائيلية التي بدأت رسمياً بعد توقيع اتفاق التطبيع بين البلدين في 10 كانون الأول/ديسمبر 2020، في حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي.

ويذكر أن المغرب كان رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي في عام 2020، بعد البحرين والإمارات والسودان، فيما سبقته مصر في عام 1979 والأردن عام 1994.

ويبقى الجدل حول “الهيلولة” في الصويرة ودعاء الحاخام بينتو لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، في وقت وصل فيه حجم الضحايا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى أكثر من 65 ألف شهيد و166 ألف مصاب، أغلبهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى المجاعة التي أودت بحياة 442 فلسطينيًا بينهم 147 طفلا.
التعليقات (0)