نشرت صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا، للأستاذ بمعهد وايزمان للعلوم الحائز على جائزة "إسرائيل" لعام 2004 ورئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم، ديفيد هارئيل، جاء فيه أنّ: التقييمات تتوافق على أن دولة
الاحتلال تشهد استقطابًا متزايدًا بشكل غير مسبوق، ويزداد التباين بين قبيلتين، أو تيارين.
وأورد هارئيل، في
المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "قبل عشر سنوات، في يونيو 2015، ألقى الرئيس السابق رؤوفينريفلين خطابه الشهير "خطاب القبائل الأربع"، الذي ادعى فيه أنّ: العمليات الديموغرافية والثقافية تُعيد تشكيل وجه المجتمع الإسرائيلي".
وتابع: "ليتحول إلى مجتمع يتكون من أربع "قبائل" مركزية، متقاربة في الحجم: العلمانية، والقومية الدينية، والأرثوذكسية المتشددة، والعربية، داعيًا لإيجاد لغة مشتركة، أو روح مشتركة، بين هذه القبائل الأربع".
"أزعم أن التفاؤل الكامن وراء دعوته قد تبدّد تمامًا، فقد تحطّمت إمكانية صياغة رؤية أمل تُوحّد القبائل الأربع على صخرة الواقع المرير الذي شهدناه خلال العامين الماضيين" بحسب رئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم.
واسترسل بالقول إنّ: "سلوك الاحتلال الظالم في أراضي
الضفة الغربية، والانتهاكات الإجرامية والممنهجة لسكانها الفلسطينيين، يمنح مصداقية للادعاء القائل بأن القوة العسكرية هي الحل الوحيد للصراعات مع جيراننا، وبذلك فهم يدفعون باتجاه حروب شاملة أبدية ضد الجميع، وسوف تستمر حتى "النصر الكامل"، الذي لن يتحقق أبدًا، وليذهب كل شيء آخر للجحيم؛ أيًا كانت الضحايا الذين تُقدّس أسماؤهم كذبائح على مذابح زائفة".
اظهار أخبار متعلقة
وفي السياق نفسه، رفض الكاتب ما "يدعو إليه الاسرائيليون الآخرون من تهجير وطرد للفلسطينيين، ثم الضم والبناء الاستيطاني"، مردفا: "المأساة مزدوجة في ظل استحالة تحقيق توازن عادل بين شطري الدولة، خلافاً لدعوة ريفلين".
وختم
المقال بالقول: "إن الدولة خضعت لسيطرة التيار الآخر لفترة طويلة، يفعل ما يشاء فيها، ولا يوجد ما يمكن تجاوزه، أو التنازل عنه، ولا لغة مشتركة، ولا قيم أخلاقية مشتركة".
واستطرد: "تكشف هذه السطور أن الإسرائيليين يخوضون صراعا على مستقبل الدولة، والنتيجة ظهور مزيد من الفجوات التي تتّسع باستمرار، لأن هناك المزيد والمزيد منهم يدركون أن الدولة تذهب إلى دمار حقيقي، بسبب تورطها في حروب زائفة ووهمية".