أشاد المرشح الرئاسي
المصري السابق أحمد
الطنطاوي بمبادرة "أسطول الصمود المصري" البحري التي شاركت إلى جانب أسطول الصمود العالمي في محاولة كسر الحصار المفروض على قطاع
غزة، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل "محاولة قيمة ومحترمة" تستحق الدعم الكامل من الدولة والمجتمع.
وقال الطنطاوي، في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "بصفتي مواطناً مصرياً، أشعر أنني مدين لأصحاب هذه المبادرة وللقائمين عليها، كما لكل المبادرات الأخرى التي تُبذل لرفع هذا العبء الأخلاقي عن ضمير الشعب المصري. فمن غير المقبول أن نكون الجار الأول والشقيق الأكبر وصاحب القضية، ويكون أداؤنا تجاه المقتلة المستمرة في غزة منذ عامين بهذا القدر من التقصير".
وأكد الطنطاوي أن أصحاب هذه المبادرة يستحقون "الشكر والدعم من أجهزة ومؤسسات الدولة"، لأنها تسعى إلى رفع ما وصفه بـ"السبة التاريخية" التي قد تلحق بالدولة المصرية إذا استمرت حالة العجز إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون، مشيراً إلى أن "الشعوب العريقة التي لها دور وقيمة تدفع ثمناً باهظاً عند تخلّفها عن أداء واجباتها التاريخية، وهو ما نعيشه الآن وقد يتجلى أثره بشكل أكبر في المستقبل".
قضية وطنية لا حزبية
وانتقد الطنطاوي اقتصار التضامن مع هذه المبادرة على بعض الأحزاب التي تُصنّف بأنها "معارضة"، قائلاً: "هذا سؤال يوجه إلى أحزاب السلطة والموالاة. نحن أمام قضية وطنية جامعة لا ينبغي أن تُختزل في معادلة السلطة والمعارضة. كل حزب يدّعي تمثيل الشعب المصري، وخاصة الأحزاب التي تزعم تمثيل الأغلبية، مطالب بأن يقرأ الضمير الجمعي بوضوح، فالناس مع كل فعل فردي أو جماعي يرفع الحصار ويدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للاحتلال".
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية، بما فيها الكفاح المسلح، هي "حق أصيل تقره المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية، وهو أشرف أشكال التحرر ضد الاستعمار"، داعياً إلى مواجهة ما سماه "النفاق الدولي الذي يحتفي بالمقاومة في أماكن ويدينها في أماكن أخرى تبعاً لمصالحه".
اظهار أخبار متعلقة
فلسطين قضية جامعة
وختم الطنطاوي بالقول: "أتمنى أن تُطرح هذه القضية دائماً كقضية وطنية جامعة، لا كقضية حزبية أو سياسية ضيقة. فلسطين هي قضية كل مصري وكل عربي، بل كل إنسان سليم الضمير. لا أظن أن هناك مصرياً قادراً على الدفاع عن موقف مخالف أمام أبنائه أو أمام أي تجمع وطني، بينما يُذبح شقيقنا الفلسطيني لأنه يتمسك بأرضه وما تبقى من حقوقه. إن المسافة بين مخاوف المؤسسات وبين الاستسلام لعدم الفعل كبيرة جداً، لكن الحقيقة أن (اللا فعل) في قضية بهذا الحجم وفي زمن كهذا أمر مخزٍ".
قافلة "أسطول الصمود" تعيد الروح للشعب المصري
كما أكد عبد العزيز الحسيني، القيادي في حزب الكرامة المصري، أن مشاركة قافلة أسطول الصمود المصري البحري في الجهود الدولية لكسر الحصار عن غزة، تجسّد الدور الطبيعي لشباب مصر وارتباطهم التاريخي بالقضية الفلسطينية، واصفاً هذه المبادرة بأنها "عمل وطني يعيد الروح للشعب المصري ويجدد حركته الداعمة لفلسطين".
وقال الحسيني في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "من المتوقع دائماً أن تأتي المبادرات من الشباب، فهم الأكثر ارتباطاً بوطنهم وبالحرية وبالدفاع عن المظلومين، والأكثر التصاقاً بفلسطين باعتبارها قضيتهم المركزية. التبرعات، تجهيز القوالب والمراتب، ودعم طلابنا وشبابنا في هذه القافلة كلها خطوات عظيمة تثبت أن مصر ما زالت حيّة في وجدان أبنائها"، مضيفاً أن هذه الجهود "تُترجم عملياً المشاعر الوطنية المتجذّرة لدى المصريين تجاه فلسطين".
وشدد الحسيني على أن القضية الفلسطينية "ليست قضية خارجية أو تضامنية فقط، بل قضية وطنية مصرية بامتياز"، قائلاً: "حين ندافع عن فلسطين، نحن في الحقيقة ندافع عن مصر؛ فالمعركة واحدة، والعدو واحد، وهو الذي أعلن منذ زمن أن دولته تمتد من النيل إلى الفرات. واليوم لا يخفي رئيس وزراء الاحتلال أطماعه حتى في أرض مصر"، مؤكداً أن "ارتباط الشارع المصري بفلسطين ارتباط وجداني وسياسي عميق، لا يمكن عزله أو التقليل من شأنه".
اظهار أخبار متعلقة
دعوة إلى تحرك شعبي واسع
ودعا الحسيني جميع المصريين إلى دعم القافلة بكل الوسائل المتاحة، موضحاً: "كل من يستطيع المساهمة بالكلمة، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو بتقديم المعونات العينية، عليه أن يفعل ذلك. نحن بحاجة إلى موقف شعبي واسع ومتزامن، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى فيه كل المصريين يرفعون علم فلسطين على بيوتهم في مشهد وطني جامع يعبر عن وحدة المصير"، مؤكداً أن انضمام القافلة المصرية إلى أسطول الصمود العالمي سيكون رسالة قوية على صمود الإرادة الشعبية في مواجهة الحصار والعدوان.
ويستهدف "أسطول الصمود المصري" أن يكون جزءًا من القافلة البحرية الأكبر في التاريخ، والتي بدأت أولى مراحلها من موانئ إسبانيا، وينضم إليها "الأسطول المغاربي" من تونس ويأمل المنظمون أن يسهم التحرك المصري في تعزيز زخم هذه المبادرة الدولية، التي تسعى إلى كسر الحصار المفروض على غزة.
وأطلقت مجموعة من النشطاء والسياسيين المصريين، بينهم أكاديميون وطلاب ومهنيون، دعوة عامة للتسجيل في الأسطول، حيث جرى فتح استمارتين: واحدة للراغبين في المشاركة المباشرة، وأخرى للانضمام كطاقم بحري يشمل قباطنة وميكانيكيين وتقنيين، كما وجهت المبادرة نداءً رسميا إلى رئاسة الجمهورية والجهات المعنية لتسهيل إجراءات انطلاق الأسطول من الموانئ المصرية، باعتبار المهمة موقفًا سياسيًا وإنسانيًا ضد الإبادة والتجويع ومخططات التهجير التي يتعرض لها الفلسطينيون.