قررت نيابة أمن الدولة العليا، مساء الأربعاء، حبس الناشط السيناوي سعيد عتيق 15 يومًا على ذمة التحقيق، بعد اختفائه قسريًا لنحو عشرة أيام داخل أحد مقرات الأمن الوطني، وذلك على خلفية انتقاده المتصاعد لنفوذ رجل الأعمال السيناوي إبراهيم
العرجاني وعلاقته بدولة
الإمارات.
وبحسب محاميه الحقوقي إسلام سلامة، أُدرج عتيق في القضية رقم 6469 لسنة 2025 حصر أمن دولة عليا، ووجهت له النيابة تهمًا بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية"، و"نشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم العام"، و"إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، قبل أن تقرر إيداعه سجن العاشر من رمضان رقم 6.
"بوست" على فيسبوك وراء الاعتقال
وأوضح سلامة أن التحقيقات تركزت حول منشور نشره عتيق على صفحته الشخصية في 22 آب/أغسطس الماضي، هاجم فيه نفوذ العرجاني في شمال
سيناء وعلاقته بالإمارات، وكتب فيه: "الله لا يخلف عليك ولا على دارهم الإماراتي.. اللي سمنتك وجعلتك أسد لا يخيف إلا من تصلح ببعض المنح والعطايا منك.. اسمع اللي خلانا نحبس المتخابرين مع قطر.. هو نفسه اللي هيخلينا نحبس المتخابرين مع أبو ظبي والإمارات.. وبهدوء وبدون شوشرة.. أمسك الدرب."
وأكد المحامي أن موكله دافع عن نفسه خلال التحقيقات، مبينًا أن موقفه لا يعكس عداءً للدولة، بل رفضًا لأي نفوذ خارجي في سيناء لا يخدم مصالح أبنائها، وأنه لطالما أعلن تأييده الصريح لمواجهة الإرهاب ووقوفه إلى جانب الدولة والجيش.
اظهار أخبار متعلقة
عتيق.. من مواجهة الإرهاب إلى الاتهام به
يُعد سعيد عتيق أحد أبرز النشطاء السيناويين، وينحدر من مدينة الشيخ زويد شمال سيناء. برز اسمه بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 كأحد الوجوه الشبابية المطالبة بتمثيل سيناء في الدستور والتنمية وإنهاء التهميش، وكان منسق مبادرة "ودنا نشارك في الدستور" عام 2012.
كما عرف إعلاميًا بصفته متحدثًا باسم قبيلة السواركة، وظهر في مناسبات عديدة مدافعًا عن دور الدولة والجيش في مواجهة التنظيمات المسلحة. ففي عام 2013، أعلن دعم قبيلته الكامل للجيش ضد ما وصفه بـ"الإرهاب"، وكتب مقالات عدة في صحف
مصرية داعيًا "لحسم المعركة ضد الجماعات المتطرفة باعتبارها ضرورة للأمن القومي" وفق قوله.
وفي شهادة مطولة لـ"المصري اليوم" عام 2015، كشف عتيق عن تلقيه تهديدات من تنظيم "أنصار بيت المقدس" الموالي لتنظيم الدولة بينها محاولة اختطاف، ما دفعه لمغادرة رفح المصرية مؤقتًا حفاظًا على حياته. كما وثقت صحيفة "الوطن" اعتراضه على سياسة التهجير في شمال سيناء، معتبرًا أنها تزيد الأزمة تعقيدًا ولا تخدم الأمن القومي.
أصر عتيق خلال التحقيقات، وفق إفادة محاميه، على أنه "وطني ورافض للإرهاب"، وأن انتقاده للعرجاني "لا يعدو كونه موقفًا سياسيًا شجاعًا يرفض تحويل سيناء إلى ساحة نفوذ خارجي".