غيّب الموت، المناضل الفلسطيني،
عبد الجواد صالح، صباح اليوم السبت، عن عمر 95 عاما، وهو سياسي وعضو سابق في المجلس المركزي الفلسطيني واللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية بين عامي 1974 و1982، كما يُعد أول وزير للزراعة في حكومات السلطة الوطنية الفلسطينية،
كان الرّاحل، يشغل أيضا منصب رئيس بلدية البيرة عن الكتلة الوطنية في مواجهة روابط القرى، وعضو أول مجلس تشريعي منتخب، وأحد أبرز الموقعين على بيان العشرين الشهير لواجهة الفساد.
وخلال فترة السبعينات، كان عبد الجواد صالح، قد ساهم في مواجهة محاولات الحكم العسكري الرّامي لطمس القيادة الوطنية، كما سجّل مواقف شهد لها الشعب الفلسطيني على مرّ الزمن، بالقول إنّه "لم يهادن ولم يتراجع".
من يكون؟
اسمه بالكامل هو: عبد الجواد صالح عطا حمايل؛ وكان صالح سن الرابعة والعشرين، حين حصل على الإجازة الجامعية في الاقتصاد والعلوم السياسية في العام 1955، من الجامعة الأمريكية في القاهرة.
ومنذ عودته إلى فلسطين قد انخرط عبد الجواد في العمل السياسي والجماهيري، كما أنّه انتُخب خلال عام 1972 رئيسا لبلدية البيرة على رأس قائمة وطنية، ليصبح في وقت لاحق أحد مؤسسي "لجنة التوجيه الوطني" التي قادت النضال ضد الاستيطان وممارسات
الاحتلال تحت إطار "الجبهة الوطنية الفلسطينية".
وخلال عام 1973 كانت سلطات الاحتلال قد أبعدته خارج الوطن، حيث أسّس آنذاك وترأس "مركز
القدس للدراسات التنموية" في مدينة عمّان، قبل أن يعود إلى الأراضي الفلسطينية عام 1993. وكان له ابن اسمه ماهر، قد استشهد عام 1974 خلال تدريبات عسكرية في لبنان.
عبد الجواد صالح، انتُخب كذلك عضوا في المجلس التشريعي عن دائرة رام الله خلال انتخابات عام 1996، كما أنّه تولّى حقيبة وزارة الزراعة في الحكومة الفلسطينية لعامين قبل أن يستقيل عام 1998 احتجاجا على ممارسات السلطة.
وفي خطاب نعيها، قالت الجبهة العربية الفلسطينية، عقب الإعلان عن وفاته صباح اليوم: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
وأردفت عبر بيان لها، وصل "عربي21" نسخة منه: "ببالغ الحزن والأسى، تنعى الجبهة العربية الفلسطينية إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، رحيل المناضل الوطني الكبير عبد الجواد صالح (أبو الوليد)، الذي غيّبه الموت اليوم بعد مسيرة نضالية طويلة حافلة بالعطاء والالتزام الوطني والمواقف المبدئية الشجاعة".
وتابعت: "لقد مثّل الراحل واحداً من أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية التي جسّدت معاني الثبات والانحياز لقضايا شعبنا، فكان منذ شبابه المبكر مناضلاً صلباً، تولى رئاسة بلدية البيرة عام 1972 بقرار وطني مستقل، وأسّس مع ثلة من القادة الوطنيين "لجنة التوجيه الوطني" التي قادت نضال شعبنا ضد الاستيطان وممارسات الاحتلال تحت إطار "الجبهة الوطنية الفلسطينية"، في إطار العلاقة التكاملية مع منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا".
وأضافت: "عرفناه رجلاً صادق الانتماء، شجاع الكلمة، صلب الموقف، لم تغره المناصب ولا المكاسب، بل ظل منحازا إلى الحق وإلى نبض الجماهير. لم ترهبه الاعتقالات ولا الإبعاد، إذ أبعده الاحتلال عام 1973 عن وطنه، فواصل رسالته من الخارج بتأسيس "مركز القدس للدراسات التنموية" في عمّان، قبل أن يعود إلى أرض الوطن عام 1993، ليستمر في عطائه الوطني والفكري".
اظهار أخبار متعلقة
"وينتخب نائبا عن دائرة رام الله في المجلس التشريعي عام 1996، ويتولى وزارة الزراعة لعامين، وقدّم عائلته أغلى التضحيات حين استشهد نجله في صفوف الثورة الفلسطينية عام 1974" بحسب البيان نفسه.
وختم بالقول: "إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، إذ نودّع اليوم هذا القامة الوطنية الشامخة، نتقدم بأحر التعازي القلبية إلى عائلة الفقيد الكريمة، وإلى عموم شعبنا الفلسطيني الذي يفقد برحيله واحداً من رجالاته الكبار الأوفياء، مؤكدين أن ذكراه ستبقى حيّة في ضمير شعبنا وذاكرة نضاله، وأن ما تركه من إرث وطني سيظل نبراساً للأجيال القادمة على درب الحرية والاستقلال".