طب وصحة

لماذا يزداد الشعور بالصداع في الصيف؟

 من الصعب على العلماء دراسة كيفية تأثير العوامل الخارجية على تكرار نوبات الصداع- جيتي
من الصعب على العلماء دراسة كيفية تأثير العوامل الخارجية على تكرار نوبات الصداع- جيتي
تناول تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أسباب تكرار الصداع خلال فصل الصيف، والعوامل المرتبطة بالطقس التي قد تزيد من احتمالية حدوث الصداع أو نوبات الشقيقة "الصداع النصفي".

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن بعض الدراسات إلى أن الطقس الحار أو الرطوبة أو أشعة الشمس الساطعة أو انخفاض ضغط الهواء في الصيف نوبات الصداع لدى بعض الأشخاص.

ونقلت الصحيفة عن الدكتورة دانييل ويلهَوْر، أستاذة مساعد في طب الأعصاب بجامعة كولورادو، قولها إن مرضى الشقيقة (الصداع النصفي) هم غالبًا الأكثر تأثرا بهذه العوامل. 

وعلى الرغم أنه لا يمكن تغيير الطقس نفسه؛ فإن الخبر السار هو أن الخبراء يؤكدون وجود خطوات يمكن اتخاذها للوقاية من نوبات الصداع قبل أن تبدأ.

ما تشير إليه الأبحاث
وذكرت الصحيفة أن من الصعب على العلماء دراسة كيفية تأثير العوامل الخارجية على تكرار نوبات الصداع، نظرًا لاختلاف المحفزات بين الأفراد، وعدم تأثر الجميع بها بنفس الدرجة. ومن المحتمل أن تكون بعض أعراض الصداع النصفي المبكرة مرتبطة بتغيرات الطقس، وليس ناتجة عنها بالضرورة، وكانت استنتاجات الدراسات ذات الصلة متباينة.

وأظهرت دراسة سنة 2017 أن الطقس الحار والرطب في نورث كارولينا ارتبط بزيادة زيارات الطوارئ بسبب الصداع النصفي. وفي دراسة يابانية سنة 2023 شملت 4,400 بالغ، تبيّن أن الصداع كان أكثر شيوعًا في الأجواء الرطبة، دون ارتباط واضح بدرجات الحرارة.

وأضافت الصحيفة أن دراسات أخرى، من بينها دراسة نُشرت عام 2011 استخدمت مذكرات أعراض الصداع لنحو 240 مريضًا بالصداع النصفي في فيينا، أظهرت عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين أنماط الطقس ونوبات الصداع أو الشقيقة.

اظهار أخبار متعلقة



كيف يمكن أن يؤدي الطقس إلى الشعور بالألم؟
ووفق الصحيفة؛ فمن المحتمل أن يتعرض بعض الأشخاص لنوبات صداع خلال أشهر الصيف، بحسب الدكتور فينسنت مارتن، مدير مركز الصداع وآلام الوجه في معهد غاردنر لعلوم الأعصاب بجامعة سينسيناتي.

وفي دراسة حديثة لم تنشر بالكامل بعد، وجد الدكتور مارتن وفريقه أن كل ارتفاع بمقدار 10 درجات في الحرارة يزيد من احتمال الإصابة بالصداع بنسبة 6 بالمائة.

وقال الدكتور مارتن إن السبب وراء زيادة خطر الصداع أو نوبات الشقيقة في الطقس الحار أو الرطب لا يزال غير واضح تمامًا.

وأضاف الدكتور مارتن أن إحدى النظريات تشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد ينشّط بعض الأعصاب الحسية المرتبطة بدرجة الحرارة، مما يزيد من الشعور بالألم.

وأضافت الدكتورة ويلهور أن الحرارة والرطوبة قد تحفّزان أيضًا العصب الثلاثي التوائم في الرأس، وهو مرتبط بالأوعية الدموية في الدماغ ويلعب دورًا في نوبات الصداع النصفي.

وقد يلعب الجفاف أيضًا دورًا في ذلك. قال الدكتور مارتن: "أنت تفقد الكثير من السوائل والإلكتروليتات من خلال التعرق"، مما قد يغيّر كيمياء الأعصاب المرتبطة بالألم ويجعلها أكثر نشاطا.


وأشارت الصحيفة إلى أن سوء جودة الهواء، التي تصبح أكثر شيوعًا في الطقس الحار، ارتبط أيضا بزيادة وتيرة نوبات الصداع، وقد تؤدي الملوثات مثل الأوزون إلى التهابات في الأعصاب وتُحفّز نوبات الصداع، وفقًا لما قالته الدكتورة دانييل ويلهور.

وأضاف الدكتور مارتن أن أشعة الشمس الساطعة قد تُنشّط الخلايا العصبية في جزء من الدماغ يُعرف بالقشرة القذالية، وهو جزء شديد الحساسية للتغيرات البصرية لدى المصابين بالصداع النصفي، مما يزيد من احتمالية حدوث نوبة صداع.

وأفادت الصحيفة أن بعض الدراسات ربطت بين انخفاض ضغط الهواء خلال الطقس الصيفي العاصف وظهور الصداع النصفي، إذ قد يؤثر الضغط الجوي على الجيوب الأنفية والأوعية الدموية في الدماغ، مما يحفز نوبات الصداع.

اظهار أخبار متعلقة



كيف تقلل من المخاطر
وبينت الصحيفة أن بعض الأشخاص قد يظنون أن الطقس سبب صداعهم، بينما يكون السبب مختلفًا، إذ أوضح الدكتور كريستوفر غوتشالك أستاذ الأعصاب في جامعة ييل أن بعض مرضى الشقيقة يشعرون بتغيرات في الضوء والطقس قبل بدء الألم، مما قد يسبب لبسًا في تحديد السبب الحقيقي.

وبحسب الصحيفة، أشارت الدكتورة ويلهَوْر إلى أن الطقس قد لا يكون العامل الوحيد وراء الصداع، إذ قد تتداخل عوامل أخرى. ولفت الدكتور مارتن إلى أن الترطيب الجيد وتناول مشروبات تحتوي على إلكتروليتات بعد التعرق الشديد قد يساعدان في الوقاية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أهمية الوقاية الفردية من نوبات الصداع المرتبطة بالطقس، مشيرة إلى أن خطوات بسيطة مثل ترطيب الجسم وارتداء قبعة أو نظارات شمسية أو حتى تناول الأدوية الوقائية الموصوفة، يمكن أن تقلل من احتمالية الإصابة، خاصة لدى من يعانون من نوبات متكررة.
التعليقات (0)