"سيلجؤون إلى الإضراب عن الطعام في حال تعرضهم للاعتقال، من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي" هذا ما أعلن عنه الناشطون المشاركون على متن سفينة "حنظلة"، المتجهة نحو
غزة، في محاولة لكسر الحصار، على القطاع الذي يُكابد ويلات العدوان المستمر عليه، في ضرب صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.
هذه الخطوة، تأتي ضمن الإجراءات النضالية السّلمية، التي يسير عليها كافة المتواجدين على متن السفينة؛ الرّامية للفت أنظار العالم إلى معاناة سكان
قطاع غزة تحت حصار الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يرحم لا بشرا ولا حجرا، ودمّر كافة مقوّمات الحياة.
وعلى متن السفينة التضامنية، يتواجد عدد من الناشطين الدوليين والعرب والأروبيين، حاملين همّا واحدا مشتركا، وهو كسر الحصار المفروض على الغزّيين منذ أكثر من 17 عاما؛ وأيضا للمطالبة بالسماح بإدخال المساعدات الأساسية إلى القطاع.
"متضامنون ومستعدّون"
"طائرات مسيرة شوهدت تحلق فوق سفينة "حنظلة" التي أبحرت من شواطئ إيطاليا في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة" هذا ما أعلن عنه تحالف أسطول الحرية، صباح اليوم السبت، ما جعل أنظار العالم تتّجه نحو السفينة، التي أتت عقب أسابيع من سفينة "مادلين" التي لم تنجح في كسر الحصار.
وعبر بيان للتحالف، نُشر على قناة التواصل الاجتماعي "تيلغرام"، فإنّه قد تمّ: "رصد 16 مسيرة في آخر 45 دقيقة؛ بعضها كان يحلق فوق السفينة". فيما قالت النائبة الفرنسية، غابرييل كاتلا، خلال منشور آخر، إنهم "مستعدون لأي تدخل محتمل قد يحدث خلال الساعات القادمة أو صباح الغد".
وأوردت النائبة الفرنسية، من على متن السفينة: "اتحدنا جميعاً، نحن متضامنون ومستعدون، بدأت الطائرات المسيرة تتجه نحونا، في حال انقطاع الإنترنت قد تحدث أشياء غريبة".
وتابعت: "لا تقلقوا علينا، فكّروا بالفلسطينيين، إنهم يتألمون، ما يتعرّضون له في ظل الإبادة الفظيعة أسوأ بكثير من المخاطر التي نواجهها على متن هذه السفينة". وذلك عقب ساعات قليلة فقط من إعلان تحالف أسطول الحرية، عن استعادة الاتصال بسفينة "حنظلة" المتوجهة إلى قطاع غزة، التي كان قد قُطع معها الاتّصال.
"على بعد 349 ميلا"
صباح اليوم السبت، قال قال التحالف في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إنّ: "السفينة تُواصل مهمتها وباتت على بعد 349 ميلا بحريا من غزة". وفي وقت متأخّر من يوم الخميس، كان أسطول الحرية قد تحدّث بقلق عن فقدان الاتصال بالسفينة التضامنية، مشيرين إلى أنّه: "ربّما جرى اعتراضها أو مهاجمتها".
وفيما تواصل سفينة "نافارن" المعروفة باسم "حنظلة"، التي ترفع علم بريطانيا، إبحارها في قلب المياه الدولية باتجاه قطاع غزة المحاصر، في محاولة جادة، وأمام أنظار العالم، لكسر الحصار؛ دعا التحالف في منشوره على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، إلى: الضغط من أجل ضمان سلامة طاقم السفينة.
إلى ذلك، طالب عدد متسارع من الناشطين، عبر العالم، حكومات بلادهم، بالتدخل من أجل منع دولة الاحتلال الإسرائيلي من مهاجمة السفينة أو اعتراضها. ما جعل مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ترجّ بالصور ومقاطع الفيديو المُتتبّعة لمسار السفينة التضامنية، مصحوبة بدعوات لحمايتها من مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أنه باتجاه قطاع غزة، انطلقت
سفينة حنظلة، اليوم الأحد، من شواطئ إيطاليا، وعلى متنها 21 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، بينهم 7 أميركيين، ومن ضمنهم الممثل اليهودي الأميركي جاكوب بيرغر، وعضو البرلمان الأوروبي إيما فورو، والنائب الفرنسي غابرييل كاتالا، إضافة إلى مراسل الجزيرة محمد البقالي.
وبحسب البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه، فإنّ هذه خطوة تسعى جاهدة من أجل تحدّي حصار دولة الاحتلال الإسرائيلي، غير القانوني، والقاتل للشعب الفلسطيني في غزة. مبرزا أنّ: "السفينة تحمل مساعدات إنسانية منقذة للحياة، ورسالة تضامن من شعوب العالم ترفض الصمت بينما غزة تُجوع وتُقصف وتُدفن تحت الأنقاض".
وفيما أكّدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، تعرّض سفينة "حنظلة" لـ"محاولات تخريب خطيرة قبيل إبحارها من ميناء غاليبولي الإيطالي"، أورد البيان أنّ هذه المهمة، تأتي: "بعد أسابيع فقط من هجوم إسرائيل غير القانوني على سفينة مادلين، وهي سفينة أخرى ضمن أسطول الحرية، والتي استولت عليها إسرائيل بعنف في المياه الدولية".
واسترسل: "اختطفت قوات الكوماندوز الإسرائيلية اثني عشر مدنيًا أعزل، بينهم عضو في البرلمان الأوروبي، وطبيب، وصحافيون، ومدافعون عن
حقوق الإنسان، واقتادتهم قسرًا إلى إسرائيل، حيث استُجوبوا وتعرضوا للإساءة، ثم رُحِّلوا".
اظهار أخبار متعلقة
العيون على حنظلة
يشار إلى أنّ السفينة تحمل اسم يحيل إلى الطفل اللاجئ الفلسطيني الذي غادر وطنه عام 1948 خلال النكبة، وهو في سن العاشرة، وهي السن التي كان عليها الفنان الكاريكاتيري الفلسطيني (صاحب الرّسم) الذي اغتِيل في أوروبا بسبب عدم تخليه عن قضية وطنه، ناجي العلي، حين هُجر. وهي سفينة صيد قديمة صنعت عام 1968، ولا تحمل سوى الناشطين وبعض الهدايا البسيطة.
طالب ناشطون أميركيون وفرنسيون من فريق السفينة "حنظلة" -التي تبحر لليوم الرابع على التوالي نحو قطاع غزة- حكومات بلدانهم بالتدخل لمنع إسرائيل من الاعتداء على السفينة أو اعتراضها.
ويتوقع أن تصل "حنظلة" بعد 3 أيام إلى المياه الإقليمية لغزة، وسط مخاوف جدية من استهدافها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توعدت سابقا بأنها لن تسمح لها بالوصول.