سياسة دولية

جلسة تاريخية لـ"العدل الدولية" لإنقاذ دول صغيرة من مخربي "المناخ".. نخبرك القصة كاملة

لا يتعبر رأي المحكمة الاستشاري ملزما - جيتي
لا يتعبر رأي المحكمة الاستشاري ملزما - جيتي
ينتظر العالم، الأربعاء، رأيا استشاريا من أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة لها بشأن الالتزامات القانونية للدول في ما يتعلق بالحدّ من التغير المناخي.

ما اللافت في الأمر؟

يقول الخبراء إن هذه القضية هي الأهم على الإطلاق التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية في لاهاي، وتتعلق باحتمال إدانة دول كبرى مسؤولة عن تلويث البيئة والإضرار بالمناخ، وبالتالي الإضرار بدول صغيرة يحتمل أن تختفي يوما ما بسبب ذلك.

ماذا يحصل في فانواتو؟

فقدان الأراضي: حيث أصبحت مساحات كبيرة من الأراضي غير صالحة للسكن، مما أدى إلى نزوح السكان.

ارتفاع شدة الأعاصير الاستوائية: تعاني فانواتو من أعاصير استوائية أكثر تكرارا وأعلى شدة تخلف دمارا هائلا. 

طقس قاس: تشهد البلاد أمطارا غزيرة أكثر مما يسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية.  

مشاكل اقتصادية: ينفق جزء كبير من الناتج المحلي للبلاد لإعادة الإعمار والتعافي.

ماذا يريد الأرخبيل من المحكمة؟

وتأمل الدولة الصغيرة في المحيط الهادئ، أن يساهم الرأي القانوني الصادر عن محكمة العدل الدولية في ظهور تشريعات دولية للأجيال المقبلة بشأن العواقب المادية والبشرية للاحتباس الحراري.

وتطالب الدول الصغيرة بتعويضات من الدول الملوثة التاريخية، وهو مطلب لا تقبله معظم الدول الغنية.

اظهار أخبار متعلقة



وتطالب هذه الدول أيضا بجدول زمني للقضاء على الوقود الأحفوري، والتعويض المالي عند الاقتضاء، والاعتراف بالأخطاء الماضية.

وكلّفت الأمم المتحدة قضاة محكمة العدل الدولية الخمسة عشر بالإجابة على سؤالين:

أولا: ما هي الالتزامات التي تقع على الدول بموجب القانون الدولي لحماية الكوكب من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة بشكل رئيسي عن حرق النفط والفحم والغاز، لصالح الأجيال الحالية والمقبلة؟

ثانيا: ما هي التبعات القانونية لهذه الالتزامات على الدول التي تسببت انبعاثاتها في أضرار بيئية، لا سيما تجاه الدول الجزرية الضعيفة والمنخفضة الارتفاع؟

ما رأي الدول الغنية؟

وحذّرت الدول الملوثة الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة والهند، المحكمة ودافعت عن العملية السياسية القائمة لمؤتمر الأطراف، بموجب الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي رغم أوجه القصور فيها، فضلا عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

هل مؤتمرات الأطراف كافية؟

وساهمت مؤتمرات الأطراف السنوية في تغيير التوقعات المرتبطة بالاحترار، لكنها لا تزال بعيدة جدا عن تحقيق الهدف الذي حددته اتفاقية باريس عام 2015 والمتمثل بحصر الاحترار عند درجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

مؤخرا

أطلق هذه القضية عام 2019 طلاب من أرخبيل فانواتو الصغير في المحيط الهادئ، ودُفعت عن طريق تصويت من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي 2023 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتّحدة بالإجماع (130 دولة) قراراً "تاريخياً" يطلب من محكمة العدل الدولية إبداء رأيها بشأن "واجبات" الدول في مجال مكافحة احترار المناخ، بعد نضال استمر سنوات قادته فانواتو ومبادرة شبابية في المحيط الهادئ.

وفي 2023 أيضا حضر مسؤولون من تسع دول جزرية صغيرة إلى محكمة تابعة للأمم المتحدة مختصة بقانون البحار للمطالبة بحماية محيطات العالم من التداعيات الكارثية للتغير المناخي التي تهدد وجود دول بأكملها.

اظهار أخبار متعلقة



ولجأت تسع دول جزرية صغيرة إلى المحكمة الدولية لقانون البحار للبت في مسألة اعتبار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها المحيطات، من الملوثات، وفي هذه الحالة تحديد ماهية التزامات الدول للحؤول دون ذلك.

وفي 2022 أعلن أرخبيل فانواتو حالة طوارئ مناخية وكشف عن خطة بقيمة 1,2 مليار دولار مخصصة للتخفيف من عواقب تغيّر المناخ.

وأكّد رئيس الوزراء بوب لوغمان في خطاب ألقاه أمام البرلمان أن منطقة المحيط الهادئ تشهد أصلًا ارتفاع منسوب مياه البحر وظواهر مناخية قاسية.

وتعرّض أرخبيل فانواتو، الذي يسكنه نحو 300 ألف شخص تقريبًا، لإعصارين قويين وجفاف مدمّر خلال العقد الماضي.

وفي عام 2015 أعلنت منظمة أوكسفام الإنسانية أن الاعصار المدمر الذي ضرب أرخبيل فانواتو أدى إلى تضرر ما يصل الى 90% من المساكن في العاصمة بورت فيلا.

ليست الدول الصغيرة وحدها

وليست الدول الصغيرة والفقيرة وحدها التي تعاني، حيث أفاد تحليل علمي عاجل نشر الشهر الجاري أن نحو 2300 شخص لقوا حتفهم لأسباب مرتبطة بالحرارة في 12 مدينة أوروبية خلال موجة الحر الشديدة التي انتهت الأسبوع الماضي.

وركزت الدراسة على الأيام العشرة التي انتهت في الثاني من تموز/ يوليو ، والتي شهدت خلالها أجزاء كبيرة من غرب أوروبا حرارة شديدة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في إسبانيا واندلعت حرائق غابات في فرنسا.

ووفقا للدراسة التي أجراها علماء في جامعة إمبريال كوليدج لندن وكلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة فإن من بين 2300 شخص يقدر أنهم لقوا حتفهم خلال هذه الفترة، ارتبطت 1500 حالة وفاة بتغير المناخ، الذي جعل موجة الحر أكثر حدة.

وشملت الدراسة 12 مدينة، منها برشلونة ومدريد ولندن وميلانو، وقال الباحثون إن تغير المناخ أدى إلى زيادة درجات الحرارة خلال موجة الحر بما يصل إلى أربع درجات مئوية.

قائمة أكبر الدول المسببة للانبعاثات:

وتاليا قائمة لأعلى الدول إصدارا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بين عامي 1990 و2020، بحسب آخر الأرقام المتوفرة، وفق ما نقلت "ياهو فايننس" عن موقع "مانكي إنسايدر" المتخصص:

الصين – 224502 ميغا طن
◼ الولايات المتحدة – 184101 ميغا طن
◼ الهند – 65213 ميغا طن
◼ روسيا – 54521 ميغا طن
◼ البرازيل – 53156 ميغا طن
◼ إندونيسيا – 43042 ميغا طن
◼ اليابان – 36601 ميغا طن
◼ ألمانيا – 28420 ميغا طن
◼ كندا – 25494 ميغا طن
◼ المملكة المتحدة – 19839 ميغا طن
◼ أستراليا – 18906 ميغا طن
◼ إيران – 18756 ميغا طن
◼ المكسيك – 17660 ميغا طن
◼ جمهورية الكونغو الديمقراطية – 16062 ميغا طن
◼ كوريا الجنوبية – 15305 ميغا طن

ماذا ننتظر؟

بغض النظر عن الرأي الاستشاري الذي سيصدر عن محكمة العدل الدولية، إلى جانب كونه غير ملزم، يرى مراقبون أن الدول الغنية وكبار الملوثين سيتجاهلون هذا الرأي.
التعليقات (0)