سياسة دولية

لماذا يواصل الاحتلال عدوانه على غزة رغم وقف الحرب مع إيران؟

 ثبت مرارا وتكرارا أن إنهاء الحرب في غزة ليس بالأمر السهل بحسب المجلة- إكس
ثبت مرارا وتكرارا أن إنهاء الحرب في غزة ليس بالأمر السهل بحسب المجلة- إكس
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا تناولت فيه وصفة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة لوقف الحرب في غزة، وقالت إن السلام يبدو بالنسبة له سهلا، كما بدا في إعلانه على منصات التواصل الإجتماعي في الأول من تموز/يوليو، وهو أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على "الشروط الضرورية" لوقف إطلاق النار في غزة.

ومع ذلك، فقد ثبت مرارا وتكرارا أن إنهاء الحرب في غزة ليس بالأمر السهل. كانت هناك هدنتان مؤقتتان خلال 21 شهرا من الصراع، ولكن لم يكن هناك سلام دائم. يواصل الاحتلال الإسرائيلي قتل العشرات من الفلسطينيين كل يوم، بحسب التقرير.

وتقدم المجلة مقارنة غريبة لساعة الحرب الإسرائيلية، فقد استمرت حرب إسرائيل في إيران 12 يوما؛ واستغرق حربها على حزب الله، ثمانية أسابيع على الأرض. لكن في غزة، لا تستطيع الحكومة الإسرائيلية حتى تحديد شكل نهاية الحرب. ربما تكون مجرد حلقة أخرى في صراع بين اليهود والفلسطينيين عمره أكثر من قرن ولن ينتهي بوقف إطلاق النار، كما تقول.

وربما تكون هذه المرة مختلفة، ويقول مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "متفائل".

ويزعم قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه حقق تقريبا أهدافه من الحرب في غزة.  ومع ذلك يعارض حلفاء رئيس الوزراء من اليمين المتطرف بشدة إنهاء الحرب، لكن زعيم المعارضة، يائير لابيد، وعد بدعم وقف إطلاق النار.

وسيتوجه نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء دونالد ترامب، الذي أوضح أنه يتوقع انتهاء الحرب التي تتواصل على الأرض.

ويسيطر الجيش الإسرائيلي على معظم القطاع وأصدر أوامر أخلاء لسكان مدينة غزة تحضيرا لهجمات جديدة، ويرتفع عدد الشهداء بدون توقف، فقد قتلأ كثر من 500 فلسطينيا أثناء محاولتهم جمع الطعام من مراكز المساعدات المثيرة للجدل التي أنشأها الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتحمل قواتها مسؤولية معظم الوفيات.

وتساءلت الصحيفة عن سبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي القتال في غزة، في حين أنها تمكنت من إنهاء حروبها ضد إيران وحزب الله بسرعة؟ وتجيب أن هذين العدوين شكلا  تحديات فريدة.

فقد امتلكت إيران آلاف الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب إسرائيل. وامتلك حزب الله أسلحة زودته بها إيران ودرب مقاتلين، وسيطر على جزء كبير من لبنان وأجزاء من سوريا.

اظهار أخبار متعلقة


لكن الحكومة الإسرائيلية كانت لديها أهداف واضحة وقابلة للتحقيق في إيران ولبنان. فقد سعت إلى سحق الطموحات النووية للجمهورية الإسلامية، وإنهاء الوجود العسكري لحزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.

وباستخدام الذخائر الموجهة والمعلومات الاستخباراتية التي قدمها جواسيس في مواقع جيدة، تمكنت إسرائيل من تحقيق أهدافها في حملات قصيرة نسبيا.

وعندمت شن الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، كانت لديه أيضا أهداف واضحة: إنهاء حكم حماس وتدمير قدراتها العسكرية وإنقاذ 250 أسيرا، ومنذ ذلك الحين دمّر القطاع، وقتل أكثر من 55 ألف فلسطيني، لكن في المقابل يشير الوضع الحالي إلى أن "حماس" تسيطر على أجزاء من القطاع، ولدى جناحها العسكري كتائب القسام، شباب مستعدون للقتال.

وبحسب التقرير، فإن قلة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أنه يمكن تحقيق المزيد في غزة بالوسائل العسكرية. فقد نشر الاحتلال خمس فرق عسكرية هناك.

يقول أحد الضباط: "نحن ننتظر بشكل أساسي لمعرفة ما إذا كان هناك وقف لإطلاق النار"  و"لا يوجد أي تقدم على الأرض تقريبا".

ويريد معظم الإسرائيليين وقف إطلاق النار. فقط أقلية فقط تعتقد أن القضاء على حماس، بإخلاء غزة من سكانها وترك القوات الإسرائيلية فيها، أمر قابل للتطبيق أو مرغوب فيه. لكن من الذين يحافظون على منصب نتنياهو هم من يعتقدون بتحقيق هذه الأهداف.

ومقارنة مع حزب الله وإيران، فقرار إسرائيل مواصلة قصف غزة، يتجاوز التكتيكات العسكرية والحسابات السياسية.

وتقول أور رابينوفيتش من الجامعة العبرية: "لأكثر من نصف قرن، عجزت إسرائيل عن تحديد استراتيجية وطنية.

هل تسعى في نهاية المطاف إلى اتفاقيات دبلوماسية أم أنها تسعى إلى تحقيق هدفها المسياني المتمثل في أرض إسرائيل الكبرى؟"، وتضيف أن حروب إسرائيل مع إيران وحزب الله كانت "حملات تقليدية لمكافحة انتشار الأسلحة"، "حيث يكون الهدف هو إضعاف قدرات عدوك وإجباره على قبول معاهدة للحد من التسلح من خلال الدبلوماسية"، أما في غزة، يخوض رئيس الوزراء وحلفاؤه المتدينون المتشددون "حربا مسيانية تتجاوز أي استراتيجية براغماتية".

ويقول المؤرخ توم سيغيف إن إسرائيل تمكنت من إبرام معاهدات سلام مع مصر والأردن لأن تلك الخلافات كانت مسألة اتفاق على ترسيم الحدود، وربما يكون هذا السلام ممكنا مع إيران: "لكن مع الفلسطينيين، تواجه إسرائيل صراعا يتعلق بجذور الهوية الوطنية لكل جانب".


التعليقات (0)

خبر عاجل