أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول
باشينيان إحباط "تحضيرات لعمل إرهابي" لمجموعة يقودها رئيس الأساقفة باغرات غالستانيان المتهم بالتخطيط لانقلاب على الحكومة.
ونشر باشينيان عبر حسابه على "فيسبوك"، الأربعاء، بيانا أصدرته لجنة التحقيقات الأرمينية، أكد أن مجموعة يقودها غالستانيان "تخطط لانقلاب" منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وأوضح البيان أن غالستانيان شكل "فرقا هجومية" تتكون في الغالب من عسكريين سابقين وضباط شرطة للإطاحة بالحكومة.
اظهار أخبار متعلقة
وقال: "أحبطت قوات إنفاذ القانون خطة كبيرة وغادرة من قبل رجال دين أوليغارشيين مجرمين لزعزعة استقرار جمهورية
أرمينيا والاستيلاء على السلطة".
وفي 4 مايو/ أيار 2024، نظم مواطنون وسياسيون نظمتهم الكنسية الأرمنية مسيرة من منطقتي تافوش وشيراك إلى العاصمة يريفان، قبل أن تشهد جميع أنحاء البلاد احتجاجات ضد الحكومة.
وإثر ذلك، طالب باشينيان باستقالة الكنيسة وطلب منها البقاء بعيدة عن الشؤون الحكومية، مؤكدًا أن تغيير الحكومة لا يمكن أن يتم إلا من خلال الانتخابات.
عمليات تفتيش
وذكرت لجنة التحقيق أن غالستانيان "حصل بموافقة مسبقة من عدد من أعضاء الحركة على الوسائل والأدوات اللازمة لتنفيذ أعمال إرهابية وانتزاع السلطة".
وأضافت أن "عمليات التفتيش جارية في منازل رئيس الأساقفة باغرات وحوالى 30 من معاونيه".
ونشر موقع نيو.إيه إم مقاطع مصورة تظهر غالستانيان مغادرا منزله مع عناصر شرطة ملثمين اقتادوه إلى سيارة انطلقت بهم.
وقال غالستانيان مخاطبا باشينيان على ما يبدو "إيها الخبيث اسمع جيدا، مهما فعلت لم يتبق لك سوى القليل من الوقت. انتظر نحن قادمون" فيما هتف حشد تجمع في الخارج "نيكول خائن".
وقال النائب غارنك دانياليان المقرّب من رئيس الأساقفة للصحافيين إن "هذه أفعال نظام دكتاتوري" واصفا الاتهامات الموجّهة إلى رجل الدين بالمفبركة.
بدوره قال إشخان اغاتاليان من حزب داشناكستيون القومي المعارض، إن الشرطة دهمت منازل أعضاء من حزبه.
وقالت مجموعات حقوقية وأحزاب معارضة الأسبوع الماضي إن الشرطة أوقفت عشرات الناشطين في وقت توجه باشينيان إلى تركيا في زيارة تاريخية سعيا لتحسين العلاقات مع الخصم التاريخي لأرمينيا.
"تحرير" الكنيسة
وأدت خسارة قره باغ بعد هجوم أذربيجان الخاطف عام 2023 إلى انقسامات في أرمينيا في وقت تطالب جارتها بتنازلات كبيرة مقابل تحقيق سلام دائم.
وتدور خلافات بين باشينيان ورجال دين بارزين منذ العام 2020 عندما بدأ بطريرك الكنيسة الأرمنية كاريكين الثاني الدعوة إلى استقالة رئيس الوزراء بعد الهزيمة العسكرية التي منيت بها أرمينيا أمام أذربيجان.
وفي وقت سابق هذا الشهر، دعا باشينيان إلى إزاحة كاريكين الثاني من منصبه.
ودعا رئيس الوزراء الأرمينيين للانضمام إلى "مجموعة تنسيق" لتنظيم "تحرير" الكنيسة وانتخاب زعيم روحي جديد.
اظهار أخبار متعلقة
وقال باشينيان إن كاريكين الثاني لديه طفل ليثير خلافات وانتقادات شديدة من المعارضة التي دعت إلى حرمان باشينيان كنسيا.
برز غالستانيان في المشهد السياسي في أرمينيا عام 2024 مع تحريكه احتجاجات شعبية حاشدة ساعيا إلى إطلاق إجراءات عزل ضد باشينيان. بل أن رجل الدين الذي يتمتع بالكاريزما تنحى موقتا عن منصبه الديني للترشح لرئاسة الوزراء.
لكن بصفته مواطنا أرمينيا كنديا يحمل الجنسية المزدوجة، فهو لا يستوفي شروط تولي المنصب بموجب القانون الأرميني.
وما زال باشينيان يمسك بالسلطة وسط دعم قوي في البرلمان وضعف خصومه في المعارضة.
وصل باشينيان، الصحافي السابق والنائب المعارض، إلى السلطة بعد أن قاد احتجاجات تطورت إلى ثورة سلمية عام 2018.