تصاعد
تحريض أوساط
الاحتلال على تواجد القوات
المصرية في
سيناء، مصحوبا بموجة من المقالات المضادة في
الصحافة المصرية، فضلا عن اتهامات الاحتلال لمصر بخرق اتفاقية كامب ديفيد، وخلق
جبهة حرب جديدة ضده.
يوسي أحيمائير الكاتب
اليميني بصحيفة
معاريف، قال إنه "بينما ينشغل الداخل الإسرائيلي بإيران وغزة
ولبنان وسوريا وتركيا، وهو منشغل بطبيعة الحال بالخلافات الداخلية التي تستهلك جزءا
كبيرا من طاقته، فإنه يولي اهتماما أقل لصدى طبول الحرب القادمة من القاهرة، وإلا
فما معنى المناورات العسكرية في سيناء خلافا لاتفاقية السلام، وما معنى تنامي
الكراهية تجاهنا في الإعلام المصري؟".
وأضاف في مقال ترجمته
"عربي21" أنني "قمت مؤخرا بزيارة مستوطنة غير معروفة للعامة، تسمى شلوميت،
وهي واحدة من ثلاث مستوطنات مجتمعية دينية تم إنشاؤها بعد إخلاء مستوطنة ياميت في
منطقة شالوم على الحدود المصرية، وهذه المستوطنة موجودة في مكان بعيد قرب هذه
الحدود، وخلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، كادت أن يتم احتلالها بالكامل،
لكنها نجت بأعجوبة، حين شعر مستوطنوها بأن شيئا خطيرا يحدث في المستوطنة المجاورة بيري
غان، حيث تسلل إليها عشرة مسلحين يركبون دراجات نارية".
وزعم أنه "على
بعد كيلومتر واحد من هذه المستوطنة تقع حدود السلام الدولية، وخلفها تتأجّج
مؤامرات الحرب، وتتنافس مصر وقطر فيما بينهما على إدارة المفاوضات لإطلاق سراح
الرهائن لدى حماس في غزة".
وأشار إلى أن
"قطر الغنية دولة معادية معلنة، تموّل حماس، وترسل أسلحتها لكافة أنحاء الشرق
الأوسط والعالم، وتنشر وسائلها الإعلامية مقالات معادية للاحتلال، وتشيد بهجوم
حماس في السابع من أكتوبر، وتقدّم اليهود باعتبارهم أعداء الله، وخونة، وقاتلين
للأنبياء، ومصاصي دماء".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن مصر، الدولة
المسالمة، تشهد تزايدا لمعاداة الاحتلال بشكل أكبر، وتنشر صحفها مؤخرا مقالات لاذعة
معادية له، وتعتبره "العدو الأول للعرب، ويسعى لقتلهم من أجل توسيع
حدوده"، وهو "كيانٌ محتلٌّ يرتكب مجازر بحق الفلسطينيين في غزة، ويسعى
لاحتلال أجزاء من أراضي سوريا ولبنان، وفرض واقع جديد على المنطقة، ورغبته بتفريغ
قطاع غزة من الفلسطينيين بذريعة القضاء على حماس".
وزعم أن "هذه
المقالات ليست سوى عيّنة من اللهجة القاسية المعادية للاحتلال التي تملأ وسائل
الإعلام المصرية، وتتهمه بالقيام باستفزازات ضد مصر في انتهاك لاتفاقية السلام
معها، وارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، ورفض بشدة لادعاءاته بأن مصر تنتهك الاتفاقية
بتعزيز وجودها العسكري في سيناء، لأن مصر لها الحق بالدفاع عن حدودها".
وأضاف أن "مصر لا
تكتفي بتركيز قواتها العسكرية شرق قناة السويس، على مسافة غير بعيدة عن الحدود
الإسرائيلية، بل وتبرره بالحاجة لحماية حدودها، مع أنه لا أحد يهددها من الشرق،
وليس لأحد مصلحة بخرق الاتفاقية التي شهدت انسحاب الاحتلال من سيناء، رغم أن لمصر
عذرا آخر، وهو التخوف من خطة ترحيل سكان قطاع غزة لسيناء، مما يعرض أمنها القومي
المصري لخطر حقيقي".
وختم بالتساؤل:
"هل يشير تركيز القوات في سيناء، مصحوبا بموجة من المقالات المعادية
للاحتلال، إلى نية مصر خرق اتفاقية السلام، وخلق جبهة حرب جديدة ضده، وهل هناك خطر
يهدد سلامة مستوطنة شلوميت، لا أحد يعلم، لكن الزمن كفيل بإثبات ذلك".