يعتبر
الكولين، عنصرا
غذائيا مهما لجسم الإنسان، ويكتسب أهمية متزايدة في البحوث المتعلقة بالصحة
الدماغية والنمو العصبي، خصوصا خلال مراحل الحياة المبكرة، رغم الإهمال الكبير في
التركيز عليه للصحة العامة.
وتشير دراسات متعددة
إلى أن الحصول على كميات كافية من الكولين قد يحسن الأداء المعرفي، ويقلل القلق،
ويسهم في الوقاية من اضطرابات مثل فرط النشاط ونقص الانتباه وعسر القراءة.
والكولين ليس فيتامينا
ولا معدنا، بل مركب عضوي يلعب دورا أساسيا في الجهاز العصبي. ويشارك في تصنيع
الناقل العصبي أسيتيل كولين، والضروري للذاكرة والتعلم والتفكير، كما أنه يساهم في
بناء أغشية الخلايا ونقل الدهون من الكبد، ونقصه قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الكبد
الدهني.
ورغم قدرة الجسم على
إنتاج كمية صغيرة من الكولين، إلا أنه لا ينتج ما يكفي لتلبية احتياجاته، ما يجعل
من الضروري الحصول عليه من الغذاء، وتوضح المتخصصة إيما ديربيشاير أن الكولين يشبه
أحماض أوميغا 3 من حيث الأهمية، ويرتبط ارتباطا وثيقا بفيتامين ب.
وتوجد كميات كبيرة من
الكولين في
البيض، ولحوم البقر، والدجاج، والأسماك، والحليب، كما أنه موجود أيضا في بعض
الأطعمة النباتية مثل الفول السوداني، والفاصوليا، والمشروم، والقرنبيط، إلا أن
المصادر الحيوانية تحتوي على كميات أعلى عادة.
وتشير دراسات إلى أن
النساء الحوامل اللواتي تناولن مكملات الكولين أنجبن أطفالا يتمتعون بأداء إدراكي
أعلى، وسرعة أكبر في معالجة المعلومات، وهي مؤشرات مبكرة على تطور عقلي سليم، كما أن تناول الكولين خلال الحمل يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بفرط النشاط ونقص الانتباه في
الطفولة.
اظهار أخبار متعلقة
وفي دراسة شملت أكثر
من 1400 شخص، تبين أن من تناولوا كميات أعلى من الكولين تمتعوا بذاكرة أفضل في
منتصف العمر، وارتبط ارتفاع استهلاكه بانخفاض مستويات القلق والاكتئاب.
وأظهرت أبحاث
أُجريت على الفئران أنه يساعد في خفض مستويات الهوموسيستين، وهو حمض أميني يرتبط
بأمراض القلب وهشاشة العظام.
وتوصي المؤسسات الصحية
الأوروبية والأمريكية بتناول ما بين 400 إلى 550 ملغم يوميا من الكولين بحسب العمر
والجنس، وترتفع هذه الكمية أثناء الحمل والرضاعة، وتحتوي البيضة الواحدة على نحو
150 ملغ، ما يجعل البيض من أهم مصادره الغذائية.
وتشير مراجعة علمية
شاملة إلى أن مكملات الكولين التي تصل إلى 930 ملغ يوميا آمنة وفعالة في دعم وظائف
الدماغ، وتزداد الحاجة إليه لدى بعض الفئات مثل النساء بعد انقطاع الطمث والمصابين
بالكبد الدهني، نظرا لاختلافات فردية في احتياجات الجسم.
ورغم فوائده الصحية
المؤكدة، لا يزال الكولين مهملا إلى حد كبير في التوصيات الغذائية، وتشدد العديد
من الدراسات والأبحاث، على ضرورة إدراجه ضمن البرامج الصحية والغذائية، خاصة
للأطفال والحوامل والمرضعات.