هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ممدوح المنير يكتب: الصراع الدائر اليوم في الساحة العربية ليس صراعا على السلطة فحسب، بل هو صراع على تعريف العقل الإسلامي لنفسه؛ هل سيظل هذا العقل محكوما ببوصلة القيم والمبادئ، أم سيتحول إلى مجرد أداة براغماتية تتكيف مع متطلبات القوى الكبرى؟ إن الاستثناءات في المواقف والأشخاص موجودة، ولا يمكن التعميم المطلق، لكن القاعدة التي يتم تشكيلها الآن هي قاعدة النفعية
هشام الحمامي يكتب: الحكومة المصرية بعد 1952م تماهت مع الشرط البريطاني بخصوص السودان، كأنه نابع من المصالح العليا لمصر الثورة والعروبة والوحدة والحلم القومي في "الوطن الأكبر". والمثير أن الحكومة وقتها ذهبت إلى سوريا تطلب الوحدة، رغم كل العوائق والعلائق المشوبة بالتوتر، وكل الموانع التي تحول بين هذه الوحدة في البقاء والنماء.. وهي أيضا التي سترفض الوحدة مع ليبيا سنة 1969م بعد حركة الرئيس القذافي.. وما ينطبق على السودان أصلا أصيلا، ينطبق على ليبيا بدرجة أقل، وسيكون ظلا ظليلا
هاني بشر يكتب: ألمانيا دوله مركزية كبيرة في الاتحاد الأوروبي وفي القارة الأوروبية بشكل عام، وعلاقتها مع روسيا هي علاقة بين قوتين كبيرين في العالم، فإذا حدث أي خلل مميت في هذه العلاقة فإن التداعيات لن تكون محصورة جغرافيا في نطاق محدود كما هو الحال في الحرب الروسية الأوكرانية
قطب العربي يكتب: ليس خافيا أن العدوان على غزة حرّك أصحاب الضمائر الحية عبر العالم، فانطلقت المظاهرات في العديد من المدن والعواصم التي لم تكن تلقي بالا لمثل هذه الاعتداءات من قبل، وكان المشهد أكثر حيوية في واشنطن ونيويورك وبقية الولايات الأمريكية التي قاد التظاهر فيها جيل الشباب، وخاصة طلاب الجامعات الكبرى، وكشفت هذه المظاهرات عن روح جديدة انتشرت من واشنطن ونيويورك إلى لندن وباريس وبرلين وروما وبروكسل ولشبونة وأوتاوا، وطوكيو، بخلاف العواصم والمدن الأخرى
ماهر حسن شاويش يكتب: لقد كان الخطر دائما أن يتحوّل ملف المفقودين إلى ملف رمزي حاضر في الخطابات وغائب في التنفيذ. أما اليوم، فإنّ هذا الإعلان يعيد صياغة العلاقة بين البحث عن الحقيقة والسعي لجبر الضرر، على قاعدة أن العدالة لا تُبنى إلا على التعاون والشفافية
رائد أبو بدوية يكتب: اللحظة الراهنة تفرض إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس قوية وواضحة؛ أهمها إعادة الدور السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي جامع للشعب الفلسطيني، وتفعيل مؤسساتها التمثيلية لإعادة القرار الوطني إلى موقعه المستقل، وإعادة تعريف السلطة الفلسطينية كأداة نضال سياسي وقانوني، لا كجهاز إدارة خدمات، وأخيرا توحيد الضفة وغزة ضمن رؤية سيادية واحدة ترفض أي إشراف خارجي ينتقص من وحدة الكيان السياسي الفلسطيني
في أوقات العواصف والمنعطفات يعود الناس إلى ثوابتهم. والثابت الذي لا يتغير هو إرادة الشعب الفلسطيني وعزيمته، شعبٌ مقاوم، حيّ لا يقهر. فالوقت وقت عمل وتعزيز الحراكات الشعبية العابرة لشرعية التمثيل، لأن الشعب هو الأصل والشرعية الحقيقية وعدا ذلك فروع للأصل.
كم من عملية "إرهابية" حدثت، ولكن بعد اتضاح أن من ورائها ليس له أي خلفية إسلامية، يتم نزع صفقة "الإرهاب" عنها، وفي كثير من الأمثلة ربط الفاعل (غير المسلم) بـ"الجنون أو الأمراض العقلية"، رغم أن هذا التبرير كان يمكن أن ينطبق أيضا على كثير من المحسوبين على الإسلام، والذين قاموا بأعمال "جنونية" لا يتقبلها العقل ولا تتماشى مع تعاليم الإسلام!
وضعت مرحلة ما بعد الربيع العربي قوى التغيير والإصلاح في المنطقة، أمام تحديات كبرى. فالحلم بالتغيير والتحول السياسي في بلدان المنطقة، والذي بدا مع انطلاق الربيع العربي من تونس قاب قوسين أو أدنى أن ينبسط حقيقة وواقعا، وأن يتجلّى حريات وتعددية، ويتجسّد مؤسسات دستورية منتخبة، ونظاما سياسيا تشاركيا يعبّر عن إرادة المواطنين وتطلعاتهم، تحوّل بسبب إخفاقات ذاتية وإكراهات خارجية إلى كابوس، أو "خريف عربي" حسب ما يروق للبعض تسميته.
يشير انتقال الرئيس السوري أحمد الشرع بين هذه المدن الثلاثة إلى براغماتية سياسية عالية المستوى، ولكن البراغماتية نوعان: الأول يكون مجرد تكتيك غايته تمرير الوقت واللعب على الأطراف المتضادة، والثاني الاستسلام للواقع القائم وتقديم تنازلات كبرى ترقى إلى مستوى الانعطافة السياسية، فأي براغماتية يمارسها الشرع؟