حذرت وزارة الصحة في
غزة من انهيار المنظومة الصحية في غزة، على ضوء
نقص أنواع عديدة من
الأدوية والمستلزمات الطبية داخل
المستشفيات، ما ينذر بخطر على المرضى والمصابين.
وقال بيان لوزارة الصحة
الفلسطينية في غزة، الأحد، إن المنظومة الصحية تشهد "حالة من الاستنزاف الخطير وغير المسبوق، بعد عامين من الحرب والحصار المطبق، والذي أدى إلى انخفاض حاد في قدرتها على تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية".
وفي تفصليها لقوائم العجز، أوضحت الوزارة أن عدد الأصناف الدوائية الأساسية التي بلغ رصيدها صفر في مخازنها بلغ 321 صنفا دوائيا، وكذلك وصلت عدد الأصناف الصفرية من المستهلكات الطبية إلى 710 أصناف.
وأضافت أن نسبة العجز من خدمة الطوارئ والعناية المركزة بلغت 38 بالمئة، ما قد يحرم 200 ألف مريض من خدمة الطوارئ و100 ألف مريض من العمليات، و700 من العناية المركزة .
وبيّنت أن العجز في قائمة خدمة الكلى أدى إلى "حرمان 650 مريض غسيل كلى، بحاجة إلى 7823 جلسة شهريا".
الوزارة أفادت أيضا بأن عددا من مرضى الأورام توفوا، في ظل وصول نسبة العجز في قائمة أدوية الأورام العلاجية إلى 70 بالمئة، مما حرم ألف مريض من الخدمة.
وزادت بأن 62 بالمئة من أدوية الرعاية الأولية غير متوفرة، وما يتوفر "لا يلبي الاحتياج الحقيقي للمرضى البالغ عددهم 288 ألفا و208".
وحذرت من تعرض المرضى "لانتكاسات صحية خطيرة، والإصابة بالجلطات الدماغية والقلبية، وهي حالات لا يتوفر لها أي تدخلات علاجية أو تشخيصية ما يعني تعرض هؤلاء المرضى للموت المحقق".
الوزارة أفادت كذلك بتوقف كامل لخدمات القسطرة القلبية والقلب المفتوح؛ في ظل غياب كامل للأدوية والمستهلكات الطبية بنسبة 100 بالمئة. وأردفت أن ما يمكن توفره من خدمات القسطرة القلبية في القطاع، يتم تخصيصه لـ"حالات إنقاذ الحياة".
وأكدت على أن 99 بالمئة من عمليات العظام المجدولة توقفت نتيجة "عدم توفر مثبتات العظام، والاحتياجات الضرورية لإجراء العمليات المعقدة والصعبة". وحذرت من توقف العمليات التخصصية لمرضى العيون نتيجة عدم توفر أدوية الخدمة والمستهلكات الطبية، لافتة إلى إجرائها بـ"الحد الأدنى".
وتابعت بهذا الإطار: "الأدوية الأساسية التي تتيح إجراء الفحص الطبي الأولي لمرضى العيون، كقطرات التوسيع (للشبكية) غير متوفرة".
إلى جانب ذلك، أوضحت الوزارة أن 59 بالمئة من الفحوصات المخبرية الأساسية غير متوفرة من بينها "أصناف يترتب عليها تدخلات علاجية منقذة للحياة، مثل فحوصات صورة وأملاح الدم، وتحديد وحدات الدم، والمزارع البكتيرية، والفحوصات الطبية لمرضى الفشل الكلوي".
حصار إسرائيلي
يأتي ذلك في ظل استمرار دولة الاحتلال تقليص دخول الشاحنات الطبية إلى القطاع لما دون 30 بالمئة من الاحتياج الشهري، وفق الوزارة.
وطالبت الجهات المعنية بممارسة دورها الكامل في إحداث التدخلات الطارئة بما يضمن وصول الإمدادات الطبية والضغط على إسرائيل لإدخال قوائم الأدوية والمستهلكات الطبية بشكل منتظم، لإنقاذ حياة المئات من المرضى والجرحى.
وحذرت من أن أي مماطلة في تعزيز القوائم الدوائية بغزة من شأنها أن تضع مجمل الخدمات الصحية في مواقع متقدمة تقرب المنظومة من الانهيار التام".
وخلال عامي الإبادة، تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المنظومة الصحية في القطاع بقصف المستشفيات والمرافق الطبية ومخازن الأدوية، والطواقم العاملة في هذا المجال واعتقال عدد منها، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
ورغم انتهاء الحرب، إلا أن دولة الاحتلال تواصل تنصلها من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 11 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعدم إدخال الكميات المتفق عليها من شاحنات الأدوية.