سياسة عربية

بن غفير يقترح بناء سجن محاط بالتماسيح.. كيف استلهم وحشية النازية ضد الفلسطينيين؟

بن غفير يقوم بإجراءات وحشية ضد الأسرى الفلسطينيين منذ قدومه- الأناضول
قدم وزير الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، مقترحا، لمصلحة سجون الاحتلال، لبناء سجن جديد محاط بالتماسيح للأسرى الفلسطينيين.

وذكرت القناة 13 العبرية، أن المقترح قدمه بن غفير خلال اجتماع تقييم تجريه مصلحة السجون.

وأفادت القناة بأن السجن، وفق مقترح بن غفير، سيُبنى في منطقة "حامات غادر" في الجولان السوري المحتل، في حين ستجلب التماسيح خصيصا إلى السجن وسيبنى سياج توضع فيه لمنع هروب السجناء.

وأكدت القناة أن مقترح بن غفير قوبل بالسخرية من قبل عدد من ضباط الشرطة، إلا أن مصلحة السجون بدأت بدراسة إمكانية إنشاء مثل هذا السجن.

وفي السياق، كان موقع "والا" العبري أفاد في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري بارتفاع غير مسبوق في استشهاد الأسرى لفلسطينيين داخل السجون منذ تولي بن غفير الوزارة.


ويتباهى بن غفير بالإجراءات الوحشية التي اتخذتها من توليه منصبه وتشديد ظروف الأسرى، ضمن تزايد الجرائم ضدهم وحرمانهم من حقوقهم.

ومن بين الإجراءات الوحشية، منع الزيارات وتقليل الغذاء وفرص الاستحمام في السجن، وإجبارهم على النوم على أسرة حديدية دون أغطية، بحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية.

يذكر أن بن غفير وحزبه "عوتسما يهوديت" القوة اليهودية يدعمان مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الذي صوّت الكنيست في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بالقراءة الأولى عليه.

وتسلط أفكار بن غفير والطرق التي يقوم بها لتعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أساليب مماثلة انتهجها النازيون في سجونهم، إبان الحرب العالمية الثانية، وكان اليهود جزءا ممن تعرضوا للتعذيب فيها مع قبائل الغجر وأعداء ألمانيا من العرقيات الأخرى.

ويظهر من الاطلاع على طرق التعذيب النازية، أن بن غفير والاحتلال استنسخ هذه الوحشية بشكل دقيقة، ونستعرض في التالي جانبا مما كان يجري في عدد من أبرز السجون النازية.

على الرغم من أن معسكر أوشفيتز، كان من أهم معسكرات النازية، واشتهر بما يوصف غرف الغاز، إلا أن التعذيب لم يقتصر على ذلك، وتعداه لوسائل وحشية أخرى، تمارس مع الفلسطينيين اليوم.

وكان المعتقلون في معسكر أوشفيتز، يعرضون للبرد الشديد، والحرمان من الطعام والماء لفترات طويلة، أو الحصول على كميات قليلة للغاية، كما يجري مع الأسرى الفلسطينيين اليوم في كافة سجون الاحتلال.

أما معسكر داخاو النازي، فكان نموذجيا في أعمال التعذيب والتنكيل بالمعتقلين، حيث كان يعرّض المعتقلون فيه لتيارات الهواء البارد لساعات طويلة، كما يفعل بالأسرى الفلسطينيين الذين كشفوا عن تشغيل قوات الاحتلال، أجهزة التكييف على أدنى درجات حرارة، في قسوة الشتاء لتدمير أجسامهم.

ووفقا للشهادات حول سجن داخاو، فإن حفلات الضرب المبرح، كان تمارس بشكل منهجي داخل السجن، عبر جمع السجناء في ساحة كبيرة، أو خلال القيام بعدهم، والانهيال عليهم بالضرب المبرح والتعذيب من قبل الحراس، ما يتسبب بقتل عدد منهم.

وقبل قدوم وزير الاحتلال المتطرف بن غفير للوزارة المسؤولة عن سجون الاحتلال، كانت عمليات الضرب والتنكيل تمارس في سجون الاحتلال، لكنها تضاعفت بصورة أكبر منذ قدومه وتوعده بتحويل حياة الأسرى إلى جحيم.

ومن أساليب التعذيب في سجن داخاو، حرمان السجناء من الرعاية الطبية والأدوية، وترك الأمراض الجلدية وبقية الأمراض تنهش أجسادهم، فضلا عن الحرمان من الطعام وتقدم الماء غير الصالح للشرب، كما يجري اليوم بحق الأسرى الفلسطينيين، والذي يفقدون عشرات الكيلوغرامات من أوزانهم خلال فترة قصيرة في سجون الاحتلال.


ويشابه سجون النقب وعوفر عسقلان وجلبوع وسديه تيمان، معسكر الاعتقال النازي في بوخنفالد، والذي كان يعد مقر للقتل البطيء ضمن منظومة سجون النازية.

وكان السجناء يتعرضون في معسكر بوخنفالد، للضرب المبرح بالعصي والأسلاك وإطلاق الكلاب البوليسية السجناء، وهو ما أدى لمقتل الكثيرين.

وشهد المعسكر تفشي الأمراض الجلدية بصورة واسعة، وتعفن أجسادهم، نتيجة الحرمان من النظافة والرعاية الطبية، وهو ما قتل الكثيرين، وكانت أساليب التعذيب النفسي والجسدي مدروسة، وتجرى تجارب على السجناء لدراسة كيفية تأثير الأساليب عليهم.