انطلقت فعاليات أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى
الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بالعاصمة السعودية
الرياض، بمشاركة أمين عام منظمة
الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، إلى جانب وزراء خارجية عدد من الدول، وقيادات سياسية ودينية، ورؤساء منظمات دولية، وممثلين عن المجتمع المدني.
وخلال الجلسة الافتتاحية، قال فيصل بن فرحان إن استضافة المملكة لهذه الدورة "تعكس دعمها المستمر للجهود الأممية لتعزيز قيم التسامح والحوار والعيش المشترك بين الثقافات والأديان"، وأضاف: "نجتمع اليوم لإدارة أفضل السبل لمواجهة انتشار خطاب الكراهية وتزايد التيارات المتطرفة دينيا وقوميا حول العالم".
وأوضح أن انعقاد المنتدى في نسخته الحالية يهدف إلى مراجعة الجهود السابقة، وتبادل الآراء حول أفضل السبل لإدارة التنوع الثقافي والديني، عبر بناء جسور
الحوار بين الحضارات، وأضاف: "إن الشباب هم من يعبر عن الأمل، وهم قادة المستقبل ورسل السلام، كما ينعقد على هامش المنتدى منتدى شبابي، وسيُقام في هذا المكان حفل تخريج الدفعة الثامنة من برنامج تأهيل القيادات الشابة لمشروع (سلام) للتواصل الحضاري.
يدوره قال أمين رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى إن "القيم الإنسانية الدولية التي يقوم عليها الاتحاد الأممي تحظى بالشرعية الدولية"، وتابع: "نحتفي اليوم بمسيرة التحالف الحضاري على مدار 20 عاما"، وأضاف، "قامت الحضارات الكبرى على الدين والتقاليد المجتمعية، ومن هنا جاء عقد التحالف الحضاري لتعزيز الوعي الإنساني بين الأمم والشعوب"، ودعا العيسي قادة الدين والفكر حول العالم إلى تحمل "مسؤولية التصدي للفكر المتطرف بالحقائق".
أصوات متساوية ومسؤولية مشتركة
وخلال الجلسة الافتتاحية، رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الانتقادات التي تصف أهداف
تحالف الحضارات بأنها غير واقعية أو غير مناسبة لعالم اليوم، وشدد على أن الحوار ليس أمرا ساذجًا وأنه والدبلوماسية ضروريان وليسا ترفا.
في كلمته الافتتاحية، شدد ميغيل موراتينوس الممثل السامي للتحالف والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لمكافحة
الإسلاموفوبيا، على ضرورة أن تحظى جميع الثقافات والحضارات بصوت متساو في تشكيل عالم يزداد تعقيدًا، وحذر موراتينوس من "عودة الكراهية"، وشدد على ضرورة اليقظة في مواجهة التمييز والانقسام، واستشهد بآية من القرآن الكريم من سورة الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
كما جدد تأكيده على أن الإسلام دين سلام وعلى ضرورة عدم التسامح مع الإسلاموفوبيا في أي دولة. كما أكد أن الانتقاد المشروع للحكومات يجب ألا يُفهم كمعاداة للسامية، ولا ينبغي أن يشكل سببا لشيطنة مجتمعات بأكملها.
وانطلق منتدى تحالف الأمم المتحدة للحضارات عام 2005، وتستضيف الرياض دورته الحادية عشرة يومي الأحد والاثنين، وتقام الدورة تحت شعار "تحالف الحضارات: عقدان من الحوار من أجل الإنسانية- المضي قدما نحو عصر جديد من الاحترام والتفاهم المتبادلين في عالم متعدد الأقطاب"، وفقا لموقع الأمم المتحدة الإلكتروني، ومع دخول المبادرة عقدها الثالث، سيكون المنتدى في الرياض فرصة للاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس المبادرة ورسم مسارها المستقبلي في السعي لتحقيق سلام دائم، بحسب الأمم المتحدة.