يشهد سوق الأسهم
السعودية تراجعات حادة منذ مطلع 2025، مع هبوط المؤشر الرئيسي وتآكل قيم العديد من الأسهم القيادية، وسط ضعف واضح في السيولة وغياب محفزات تدعم شهية المستثمرين، ما يعكس مرحلة تصحيح واسعة وممتدة.
وانخفض المؤشر الرئيسي للسوق المالية السعودية تاسي بنسبة 0.8 بالمئة خلال
تداولات الثلاثاء، ليصل إلى 10,769.23 نقطة، مواصلا موجة الهبوط الحاد الممتدة منذ مطلع عام 2025.
وتراجعت العديد من الأسهم القيادية بأكثر من 30 بالمئة منذ بداية العام، وسط ضعف في السيولة وغياب محفزات شرائية، ما يعكس فتور شهية المستثمرين وتعطل الأداء الطبيعي لمختلف القطاعات، ويعكس هذا المسار مرحلة تصحيح عنيف في السوق، مدفوعة بتراجع الثقة وضغوط هبوط متواصلة على الأسهم الكبرى، رغم وجود إشارات محدودة قد تمنح فرصًا للمستثمرين القادرين على تحمل المخاطر العالية.
وتشير بيانات WarrenAI عبر منصة InvestingPro إلى أن أسوأ الأسهم أداء منذ بداية 2025 تعرضت لتراجع مزدوج في السعر والسيولة، نتيجة بيئة تشغيلية ومالية صعبة. فعلى سبيل المثال، هبط سهم الراجحي للتأمين التعاوني بنسبة 44.3 بالمئة منذ مطلع العام، رغم تحقيق الشركة أرباحا للمساهمين، إلا أن ضغوط الربحية والنمو حدت من قيمته السوقية.
كما تراجع سهم شركة المناجم للمواد الغذائية بنسبة 42.2% بفعل انخفاض السيولة المتاحة للتداول، ما جعل السهم أقل جاذبية للمستثمرين النشطين. وانخفض سهم مستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقيه بنسبة 41.4 بالمئة نتيجة ضعف الهوامش رغم استمرار تحقيق عوائد للمساهمين.
وسجلت شركة الشرق الأوسط للرعاية الصحية انخفاضًا بنسبة 37.5 بالمئة رغم التصنيف الدفاعي لنشاطها، في حين تراجع سهم شركة لجام للرياضة بنسبة 36.8% رغم نمو الإيرادات، ما يؤكد أن الأداء التشغيلي ليس كافيًا لحماية القيمة السوقية في الظروف الحالية.
أما شركات الإسمنت مثل ينبع للأسمنت والمنطقة الجنوبية للأسمنت فانخفضت بأكثر من 29 بالمئة نتيجة تراجع الطلب وتحديات في البيئة التشغيلية، فيما شهدت الشرقية للأسمنت والشرق الأوسط لتصنيع وإنتاج الورق ضغوطًا مشابهة أدت إلى تراجع كبير في قيمتهما السوقية.
ورغم الصورة التشاؤمية، تُظهر بعض الأسهم فرص قيمة محتملة أعلى من قيمتها العادلة، مثل شركة الشرق الأوسط للرعاية الصحية التي تمتلك فرصة صعود تصل إلى 42.9بالمئة، إضافة إلى أسمنت المنطقة الشرقية التي تشير قيمتها العادلة إلى إمكانية صعود قد يبلغ 55.6بالمئة، ما يجعلها جذابة للمستثمرين الأكثر ميلاً للمخاطرة.
كذلك تقدم ينبع للأسمنت فرصة ارتفاع تقارب 41.3بالمئة، بينما تُظهر كاتريون للتموين إمكانية صعود نسبتها 37.5 بالمئة رغم الضغوط التشغيلية وسلبية ربحية السهم.
وتشير المعطيات العامة إلى أن سوق الأسهم السعودية يمر بمرحلة تصحيح عميق، تتسم بضعف السيولة وضغوط واسعة على الأسهم القيادية، وفي المقابل، توفر بعض الأسهم المقومة بأقل من قيمتها العادلة فرصًا
استثمارية محتملة، لكنها تظل محفوفة بتحديات تشغيلية وربحية ينبغي أخذها بعين الاعتبار قبل الشراء.