سياسة عربية

مستوطنون يجبرون عائلات فلسطينية على الرحيل قسرا من شرقي القدس

عملية الرحيل القسري جاءت نتيجة مضايقات مستمرة - الأناضول
تشهد عدة مناطق فلسطينية، من الأغوار الشمالية إلى محيط القدس، موجة جديدة من التحركات الاستيطانية والاعتداءات التي أسفرت عن إقامة بؤرة جديدة في خربة الحديدية وتهجير عائلات بدوية شرق المدينة، في تطور يُنذر بتصاعد الضغوط على التجمعات السكانية الريفية والبدوية.

وتتزامن التحركات مع أوامر عسكرية بالاستيلاء على أراض واسعة، واعتداءات متكررة من المستوطنين تجري تحت حماية قوات الاحتلال، ما يعكس اتساع نطاق السياسات الهادفة إلى فرض واقع ميداني جديد يخدم التوسع الاستيطاني.

وصباح الاثنين شرع مستوطنون، في إقامة بؤرة استيطانية جديدة داخل منطقة خربة الحديدية في الأغوار الشمالية، في خطوة تعد امتدادًا لإجراءات توسعية سابقة اتخذتها سلطات الاحتلال في المنطقة خلال الأسابيع الماضية.

وجاء ذلك بالتزامن مع موجة تهجير جديدة تطال تجمعات بدوية شرق القدس، وسط تحذيرات من تزايد الضغوط الهادفة إلى تفريغ مساحات واسعة لصالح مشاريع استيطانية.


وكشف مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، أن مجموعة من المستوطنين قاموا بنصب منشآت أولية داخل الموقع، عقب أسابيع من شق طريق جديد في المنطقة بموجب أمر عسكري أصدرته سلطات الاحتلال مطلع تشرين الثاني / نوفمبر.

وأشار بشارات إلى أن الأعمال الجارية تأتي بعد استيلاء عسكري على مئات الدونمات من أراضي الخربة، تلاها عمليات تجريف واسعة نفذتها مجموعات استيطانية تحت حماية عسكرية، وهو ما مهد فعليًا لبدء تثبيت البؤرة الجديدة على الأرض.

وتُعد خربة الحديدية إحدى المناطق الرعوية الأساسية في الأغوار الشمالية، وقد شهدت خلال الأعوام الأخيرة ضغوطًا متصاعدة مرتبطة بمشاريع توسع استيطاني، إضافة إلى قيود فرضها الاحتلال على البناء واستخدام الأراضي.

وفي سياق متصل، أعلنت محافظة القدس، الاثنين، أن ثلاث عائلات بدوية من عائلة العراعرة أُجبرت على مغادرة مساكنها في تجمع الحثرورة البدوي قرب الخان الأحمر شرق القدس، بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين في أعقاب إنشاء بؤرة استيطانية جديدة في محيط التجمع.

وذكرت المحافظة في بيان أن عملية الرحيل القسري جاءت نتيجة مضايقات مستمرة شملت اقتحام المنطقة بشكل متكرر، والاعتداء المباشر على السكان، وسرقة ممتلكات، إضافة إلى منع الرعاة من الوصول إلى مراعيهم.

وأوضحت المحافظة أن هذه الاعتداءات تجري تحت حماية قوات الاحتلال التي توفر الغطاء الكامل للمستوطنين، ما يجعل السكان في وضع هش يفتقر إلى أي حماية، ووفق البيان، سبق لعائلتين من التجمع ذاته أن تركتا المكان خلال الأسابيع الماضية بسبب اعتداءات مشابهة، الأمر الذي يرفع عدد الأسر التي غادرت قسرًا إلى خمس عائلات خلال فترة قصيرة.