سياسة دولية

السفير الأمريكي في فرنسا يزور مسجد باريس.. ما علاقة الجزائر؟

أوضح السفير أنه تلقى ترحيبًا حارًا من قبل إدارة المسجد، وأشاد بالتاريخ الطويل للمسجد ودوره في تقديم المساعدة للعديد من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.. (إكس)
شارك السفير الأمريكي في فرنسا، تشارلز كوشنر، تدوينة على حسابه الرسمي بموقع تويتر، أشار فيها إلى زيارته مسجد باريس، حيث التقى بالرئيس الروحي للمسجد حافظ، في لقاء وصفه بالمهم والبناء.

وأوضح السفير أنه تلقى ترحيبًا حارًا من قبل إدارة المسجد، وأشاد بالتاريخ الطويل للمسجد ودوره في تقديم المساعدة للعديد من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وأشار السفير إلى أن الاجتماع شهد نقاشات مستفيضة حول التزام الطرفين بالحوار بين الأديان وأهمية التعليم كوسيلة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات الدينية المختلفة في فرنسا.

وقال السفير في تدوينته: "لقد تعلمت الكثير عن تاريخ المسجد المذهل في دعم اليهود خلال فترة الحرب العالمية الثانية. تحدثنا مطولًا عن التزامنا المشترك بالحوار بين الأديان والتعليم."



تعليق سياسي جزائري

علق الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية، عبد الرزاق مقّري، على الزيارة في صفحته الرسمية على فيسبوك، مشيرًا إلى بعد سياسي محتمل للزيارة: "نشر تشارلز كوشنر، سفير الولايات الأمريكية المتحدة في باريس، وهو والد جاريد كوشنر زوج إيفانكا ترامب، تغريدة عن استقباله في مسجد باريس من طرف عميد المسجد وعن النقاش بينهما بخصوص الأديان والتربية. ومسجد باريس معروف بعلاقته التاريخية بالجزائر واستفاد كثيرًا من الدعم المالي من بلادنا. هل هي إشارات لشيء ما يحدث لا نفهمه؟ هل يجب علينا أن نبدأ في التفكير في تأسيس منظمات مكافحة التطبيع؟"

ويبرز تعليق مقّري المخاوف من تداعيات التطبيع الثقافي والديني والسياسي، خاصة في سياق دور المسجد التاريخي والعلاقات الجزائرية ـ الفرنسية، وارتباط السفير الأمريكي بعائلة ترامب ودوره في الاتفاقيات الإبراهيمية.



وتأتي زيارة السفير الأمريكي لمسجد باريس في وقت تشهد فيه أوروبا تصاعد الجهود لتعزيز التفاهم بين الأديان والحوار الثقافي، حيث يمثل مسجد باريس نموذجًا لتاريخ التعاون بين المجتمعات المختلفة. ويعتبر البعض مثل مقّري أن هذه الزيارات قد تحمل رسائل سياسية أو دبلوماسية تتجاوز البعد الديني أو التعليمي، ما يفتح الباب أمام النقاش حول مخاطر التطبيع والتأثيرات على السياسات العربية والإسلامية.

ومسجد باريس، الذي افتُتح عام 1926، يعد رمزًا للتاريخ المشترك بين فرنسا والعالم العربي، حيث ساهمت الجزائر بتمويل كبير لبنائه. لعب المسجد دورًا مهمًا في التعليم الديني والحفاظ على التراث الإسلامي، كما ساعد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ويواصل اليوم تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، بما يعكس الروابط المستمرة بين الجالية الجزائرية وفرنسا.