سياسة عربية

وزير الخارجية السوري في الصين لتعزيز الشراكة وإعادة ترتيب العلاقات مع بكين

تأتي الزيارة في وقت تواصل فيه الصين تعزيز حضورها في الشرق الأوسط عبر الشراكات الاقتصادية والوساطة الدبلوماسية، بينما تسعى دمشق لاستقطاب دعم دولي يساعدها في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية المتصاعدة. (سانا)
بدأ وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، اليوم الاثنين، زيارة رسمية إلى العاصمة الصينية بكين، في أول تحرك دبلوماسي له من هذا المستوى نحو شرق آسيا منذ توليه منصبه، وذلك في إطار مساعٍ لتوسيع علاقات دمشق الخارجية وتعزيز شراكاتها الاستراتيجية.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الشيباني عقد جلسة مباحثات موسّعة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب "سانا"، أكد الجانبان خلال اللقاء أهمية الارتقاء بالعلاقات التاريخية بين دمشق وبكين، مع التركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي وإحياء مشاريع البنية التحتية والاستثمار، في ظل رغبة سوريا بالاستفادة من المبادرات الصينية، وعلى رأسها "مبادرة الحزام والطريق". كما شدد الوزيران على ضرورة استمرار التنسيق السياسي في المحافل الدولية، بما في ذلك دعم مواقف البلدين في الملفات المتعلقة بالسيادة والأمن والاستقرار.

وتأتي زيارة الشيباني بعد أشهر من استقباله السفير الصيني في دمشق في يونيو/حزيران الماضي، حيث ناقش الطرفان آنذاك آفاق التعاون المشترك، وسط تأكيد متبادل على تعزيز العلاقات وتطويرها. واعتبر مراقبون أن زيارة بكين تمثل خطوة إضافية تهدف إلى إعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية السورية خارج الإطار التقليدي لحلفاء دمشق، وتأكيد حضورها في الدبلوماسية الآسيوية.

وكان الشيباني قد صرّح منتصف الشهر الماضي بأن المرحلة الحالية تشهد "إعادة تصحيح" في العلاقات مع الصين، في إشارة إلى مواقف بكين الداعمة للنظام السوري خلال سنوات الحرب، وما رافقها من استخدام متكرر للفيتو في مجلس الأمن. ويرى محللون أن تصريحات الشيباني تعكس رغبة دمشق في الانتقال بالعلاقة من الدعم السياسي إلى تعاون اقتصادي ملموس، خاصة مع توجه سوريا لفتح مسارات جديدة للتعافي وإعادة الإعمار.

وتأتي الزيارة في وقت تواصل فيه الصين تعزيز حضورها في الشرق الأوسط عبر الشراكات الاقتصادية والوساطة الدبلوماسية، بينما تسعى دمشق لاستقطاب دعم دولي يساعدها في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية المتصاعدة. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة لقاءات إضافية بين وفود اقتصادية وفنية من البلدين لمتابعة نتائج الزيارة ووضع آليات تنفيذية للتفاهمات التي جرت في بكين.