سياسة دولية

كيف نسج ترامب وعائلته علاقات مالية عميقة مع السعودية؟

ترامب لديه استثمارات عديدة في السعودية- الأناضول
نشرت مجلة "فوربس" تقريرًا يتناول مسار العلاقات المالية المتشابكة بين دونالد ترامب والسعودية على مدى نحو أربعة عقود، مبرزًا كيف تحوّلت الروابط التجارية المحدودة في التسعينيات إلى شبكة مصالح ضخمة بعد خروجه من البيت الأبيض. 

وقالت المجلة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إن دونالد ترامب كتب في تغريدة بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وبعد يوم من تبنيه تصريح الملك السعودي بأنه لا يعلم ما حدث للصحفي جمال خاشقجي: "ليكن واضحًا، ليست لدي أي مصالح مالية في السعودية (ولا في روسيا). أي ادعاء بعكس ذلك مجرد أخبار كاذبة!". 

ورغم نفيه، فإن علاقاته التجارية مع السعودية سبقت ذلك؛ فقد باع فندق بلازا لأمير سعودي ي عام 1995، ثم مجموعة من الشقق السكنية للحكومة السعودية عام 2001. لكن الروابط ازدادت بشكل ملحوظ بعد مقتل خاشقجي، خصوصًا بعد انتهاء ولايته الأولى؛ حيث أبرم هو وعائلته ما لا يقل عن تسعة صفقات مع مستثمرين سعوديين، وضخت ملايين في ملاعب الغولف الخاصة بالرئيس، وعشرات الملايين في أعمال الترخيص الخاصة به، ومليارات في صناديق الاستثمار. في عام 2024 وحده، جنى ترامب وعائلته نحو 50 مليون دولار من صفقات مرتبطة بالسعودية.

ووفق الصحيفة؛ هذا يفسر الترحيب المتوقع بولي العهد محمد بن سلمان في البيت الأبيض، الذي تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنه وافق على خطة قتل خاشقجي، لكن اللقاء سيركز على ملفات أخرى: السلاح، والنفط، ومفاوضات السلام، والمال الذي ربط ترامب والمملكة لعقود.

محطات رئيسية في العلاقة بين ترامب والسعودية
1987 

خلال فترة إنفاقه الجنونية التي شملت شراء فريق كرة قدم وخطوط طيران وفندق بلازا، أنفق ترامب 29 مليون دولار لاقتناء يخت فاخر بطول 300 قدم كان قد صُمم أصلًا لعدنان خاشقجي، تاجر السلاح السعودي وابن عم الصحفي جمال خاشقجي، أطلق عليه اسم "ترامب برينسيس" وأصبح رمزًا دعائيًا لمشاريعه في الكازينوهات. 

1990
قامت مجلة "سباي" باختبار الأثرياء والمشاهير عن طريق إرسال سلسلة من الشيكات التي تتناقص قيمتها تدريجياً لمعرفة من سيقوم بإيداعها. لم يهتم سوى شخصان بصرف الشيك الأخير، الذي تبلغ قيمته 13 سنتاً فقط: دونالد ترامب وعدنان خاشقجي.

1991 
مع تراكم ديون الكازينوهات، واجه ترامب سلسلة إفلاسات واضطر للتخلي عن بعض ممتلكاته، منها اليخت "ترامب برينسيس" الذي انتقل إلى الأمير السعودي الوليد بن طلال.

1995 
باع ترامب فندق بلازا للأمير الوليد بن طلال والملياردير السنغافوري كويك لينغ بنغ بقيمة 325 مليون دولار، أي أقل بنحو 80 مليون مما دفعه سابقًا. رغم الخسارة، وصف ترامب الصفقة بأنها "ضربة موفقة".

2001
باع ترامب الطابق الـ45 كاملًا من برج ترامب (خمس شقق بمساحة 10 آلاف قدم مربع قرب الأمم المتحدة) للحكومة السعودية مقابل 12 مليون دولار. لاحقًا قال في حملته عام 2015: "السعوديون يشترون مني الشقق، هل يُفترض أن أكرههم؟ بالعكس أحبهم كثيرًا". 

آب/ أغسطس 2015 
بعد شهرين من إطلاق حملته الرئاسية الأولى، أنشأ ترامب ثماني شركات جديدة، بينها كيانات تحمل اسم جدة مثل شركة "تي إتش سي جدة هوتيل مانجر" المحدودة وشركة "دي تي جدة تيكنيكال سيرفيسز مانجر". لم يُعلن رسميًا عن أي مشروع هناك، لكن أسماء الشركات توحي بوجود خطط محتملة.

26 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 
افتتح فندق ترامب الدولي في واشنطن، ما ضمن للرئيس موقعًا على شارع بنسلفانيا، وسرعان ما أنفقت الحكومة السعودية هناك ما لا يقل عن 270 ألف دولار حتى أذار/ مارس 2017، منها 78 ألفًا على خدمات الطعام.

20 أيار/ مايو 2017 
كانت أول زيارة خارجية له كرئيس إلى السعودية، لا إلى الوجهات التقليدية مثل كندا أو بريطانيا، ونشر صورة له مع الملك سلمان وهو يرحب به على السجادة الحمراء، وفي اليوم التالي التقطت صورة شهيرة له وهو يلمس "الكرة المضيئة" مع الملك.

2021 
بعد خروجه من المنصب، أسس جاريد كوشنر صندوق استثمار خاص باسم "أفينيتي بارتنرز"، وبحلول 2024 حصل على التزامات رأسمالية بقيمة 2 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مع رسوم إدارة تضمن له 125 مليون دولار على خمس سنوات، ما رفع ثروته الشخصية إلى أكثر من مليار.

تموز/ يوليو 2022 
استضاف نادي ترامب للغولف في نيوجيرسي بطولة "ليف غولف" المدعومة من السعودية، وحصل النادي على نحو 800 ألف دولار مقابل الاستضافة.

19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 
أعلنت منظمة ترامب أول صفقة ترخيص خارجية منذ سنوات، مع شركة دار الأركان السعودية لمشروع في عمان، بقيمة تفوق 6 ملايين دولار. 

1 تموز/ يوليو 2024
أضافت دار الأركان صفقة جديدة بإطلاق "برج ترامب جدة" من خلال ذراعها المسماة "دار جلوبال"، وأعلن الكيان المسؤول عن جمع الأموال من هذه الصفقات عن أن رسوم الترخيص بلغت  15.9 مليون دولار.

9 كانون الأول/ ديسمبر 2024 
بعد فوز ترامب بولاية ثانية، أعلنت "دار جلوبال" عن مشروعين جديدين يحملان اسم ترامب في الرياض، ووصفتهما بأنهما سيعيدان تعريف الحياة الفاخرة في عاصمة المملكة.

3 نيسان/ أبريل 2025
مع انهيار الأسواق العالمية ردًا على خطط الرئيس بشأن الرسوم الجمركية، يسافر ترامب إلى ميامي، حيث يحضر عشاء "ليف غولف" الذي يسبق حدثًا للرابطة المدعومة من السعودية في منتجعه للغولف "ترامب ناشيونال دورال".

13 أيار/ مايو 2025 
زار الرئيس  الرياض مجددًا في بداية ولايته الثانية، ضمن جولة شملت الإمارات وقطر، حيث تعمل منظمة ترامب على مشاريع عقارية مع دار أركان.

29 أيلول/ سبتمبر 2025
أعلنت شركة "دار جلوبال" عن مشروع عقاري ثانٍ لترامب في جدة، يُطلق عليه اسم ترامب بلازا جدة، وسيشمل مكاتب وشققًا ومساحة خضراء مستوحاة من سنترال بارك.

في الشهر نفسه، تتعاون شركة "أفينيتي بارتنرز" التابعة لكوشنر مع صندوق الثروة السيادي السعودي لشراء شركة إلكترونيك آرتس العملاقة لألعاب الفيديو مقابل 55 مليار دولار. بعد أقل من شهر، يعمل كوشنر مع القادة العرب لمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام في غزة.

29 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 
زار دونالد ترامب الابن السعودية لأول مرة لحضور قمة استثمارية جمعت كبار رجال المال الأميركيين، وأشاد علنًا بفرص الاستثمار في الشرق الأوسط مقارنة بأوروبا، معتبرًا أن المنطقة باتت "فرصة مذهلة".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)