صعّد اليمين الإسرائيلي المتطرف من ضغطه على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع قرب زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن أبرز قيادات وأحزاب اليمين المتطرف، تخوفهم من أن مسار
التطبيع الذي يسعى إلى توقيعه الرئيس ترامب بين
السعودية وتل أبيب، قد يشمل إقامة دولة
فلسطينية، وهو أمر يرفضه اليمين المتطرف.
وهاجم وزير المالية بتسئيل سموتريتش نتنياهو قائلاً: "لقد اخترت الصمت والإذلال السياسي".
وقال سموتريتش في نداءٍ موجهٍ إلى رئيس الوزراء: "قبل شهرين، وفور إعلان عدة دول اعترافها الأحادي الجانب بدولة فلسطينية، تعهدتَ بالردّ على الأمر بحزم فور عودتك من الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، وكما ذُكر، مرّ شهران اخترتَ خلالهما الصمت والإذلال السياسي. إن التدهور الذي نشهده الآن في هذه القضية خطير، وهو مسؤوليتكَ ونتيجة صمتكَ. بادرْ فورًا بصياغة ردٍّ مناسب وحاسم يُوضّح للعالم أجمع أنه لن تقوم دولة فلسطينية على أرض وطننا أبدًا".
وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير: قال "لا وجود لما يُسمى "شعبًا فلسطينيًا". هذا مُختلق لا أساس تاريخيًا ولا أثريًا ولا واقعيًا له. إن هجرة المهاجرين من الدول العربية إلى أرض إسرائيل ليست شعبًا. وهم بالتأكيد لا يستحقون مكافأة على الإرهاب والقتل والفظائع التي زرعوها في كل مكان، وخاصةً من
غزة - المكان الذي نالوا فيه الحكم الذاتي. الحل الحقيقي الوحيد في غزة هو تشجيع الهجرة الطوعية، وليس بالتأكيد حالة سلام للإرهاب، التي ستكون أساسًا لاستمرار الإرهاب".
وهدد بن غفير بأن حزبه "القوة اليهودية" أو "عوتسما يهوديت"، لن يكون جزءًا من أي حكومة توافق في حال واصل نتنياهو الصمت على مسار التطبيع مع السعودية.
عضو الكنيست سيمحا روتمان من تيار الصهيونية الدينية، قال: "بصفتي الرئيس المشارك للوبي أرض إسرائيل، قدتُ قرار الكنيست في يوليو/تموز 2024. وقد أيدته كتلٌ ضمت 80 عضوًا في الكنيست، ونصَّ على أن الدولة الفلسطينية والحديث عنها خطأٌ استراتيجيٌّ فادح. ينصُّ نصُّ القرار على أن "الترويج لفكرة الدولة الفلسطينية سيُشكِّل مكافأةً للإرهاب، ولن يُشجِّع إلا حماس وأنصارها، الذين سيعتبرون ذلك انتصارًا لنصر السابع من أكتوبر".
فيما كتب الوزير ميكي زوهار (من الليكود) في حسابه عبر إكس: "اتفاقية التطبيع مع السعودية مصلحة إسرائيلية عليا، وستغير مستقبل الشرق الأوسط للأجيال القادمة، مع الحفاظ على المبادئ المهمة لإسرائيل، ودون الاعتراف بدولة فلسطينية تُعرّض أمننا للخطر. إسرائيل قوة أمنية تعمل جنبًا إلى جنب مع قوى الخليج، وهذا هو الكابوس الأكبر لأعداء إسرائيل".
كما نشر "مجلس يشع" المتطرف بيانا ردًا على نشر المقترح الأمريكي في الأمم المتحدة الذي ينص على "توافق الحكومة الإسرائيلية على دولة فلسطينية مقابل التطبيع مع السعودية"، قائلا إن "من سكت عن اعتراف عشرات الدول الأوروبية بدولة فلسطينية، يُمكّن الآن من إقامتها بحكم الأمر الواقع".
وأضاف البيان "لقد قلنا مرارًا وتكرارًا إنه إما السيادة أو الدولة الفلسطينية، ورئيس الوزراء يمتنع عن السيادة، وها نحن نتجه نحو إقامة هذه الدولة. نطالب رئيس الوزراء بتوضيح أنه لن يتم إقامة دولة فلسطينية بأي شكل من الأشكال.
حركة "نحلا" الاستيطانية المتطرفة، قالت في بيان إن "على نتنياهو أن يوقف سباق الشياطين حول غزة". وأضافت أن "السبيل الوحيد هو التصريح بصوت عالٍ: غزة ملكٌ لشعب إسرائيل، واتخاذ قرارٍ فوري بإقامة مستوطنات يهودية فيها. أي حديث عن دولة فلسطينية هو مكافأةٌ للعدو في غزة. على نتنياهو أن يقف بشجاعةٍ في وجه الأمريكيين. الجواب الصهيوني البسيط والصحيح هو الاستيطان الفوري في غزة".