سياسة دولية

روسيا تطالب واشنطن بتوضيحات بشأن التجارب النووية بسبب تصريحات ترامب

قال الرئيس الأمريكي ترامب إن الولايات المتحدة تمتلك أسلحة نووية كافية لتدمير العالم 150 مرة – الأناضول
حثت روسيا الولايات المتحدة، على توضيح ما وصفته بـ"الإشارات المتناقضة" بشأن استئناف التجارب النووية، قائلةً إن مثل هذه الخطوة ستثير ردود فعل من روسيا ودول أخرى. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحفيين: "إذا كان المقصود هو الأخير (التفجيرات النووية)، فسيخلق ذلك ديناميكيات سلبية ويدفع دولا أخرى، بما فيها روسيا، إلى اتخاذ خطوات ردا على ذلك".


وأضافت زاخاروفا: "في الوقت الحالي، نلاحظ أن الإشارات الصادرة من واشنطن، والتي تثير قلقا مبررا في جميع أنحاء العالم، لا تزال متناقضة، وبطبيعة الحال، يجب توضيح الوضع الحقيقي". وتأتي هذه التصريحات بعد أن أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، إلى غموض الخطط الأمريكية، وأصدر تعليمات لكبار المسؤولين لإعداد مقترحات روسية لإجراء تجربتها النووية المحتملة ردا على أي تجربة أمريكية.


والأسبوع الماضي، أمر الرئيس دونالد ترامب  الجيش الأمريكي باستئناف عملية اختبار الأسلحة النووية على الفور، لكنه لم يوضح ما إذا كان يقصد بذلك اختبارات إطلاق الصواريخ ذات القدرة النووية أم استئناف التجارب التي تنطوي على تفجيرات نووية، وهو أمر لم تفعله الولايات المتحدة ولا روسيا لأكثر من 3 عقود.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مقابلة مع قناة "سي بي إس نيوز"، أن الولايات المتحدة تعتبر الدولة التي تمتلك أكبر عدد من الأسلحة النووية، وأن لديها ما يكفي لتفجير العالم 150 مرة، مشيرًا إلى أنه ينبغي اتخاذ إجراءات بشأن نزع السلاح النووي.


وقال ترامب، إنه ناقش فكرة نزع السلاح النووي مع الرئيس الروسي بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج، وكلاهما يمتلكان الكثير من الأسلحة النووية. وحول فكرة عودة إجراء اختبارات الأسلحة النووية، وأشار ترامب إلى أن روسيا أعلنت عن نيتها إجراء مثل تلك الاختبارات، وكوريا الشمالية تجري أيضًا اختبارات باستمرار إلى جانب دول أخرى.

ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي لا تقوم بذلك، وأنه تم البدء في إجراء التجارب النووية بعد توقف دام 30 عامًا، قائلًا: "لا أريد أن أكون الدولة الوحيدة التي لا تُجري اختبارات"، وأدت التصريحات المتناقضة للرئيس الأمريكي ترامب ووزير الطاقة كريس رايت، بشأن إجراء تفجيرات نووية، إلى حالة من الارتباك داخل الإدارة الأمريكية وخارجها، في موقف نادر يتعلق بأخطر أسلحة الدمار في العالم، بحسب ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز".


ويقول محللون أمنيون إن استئناف أي من القوى النووية العالمية للتجارب سيكون خطوة مزعزعة للاستقرار في ظل توتر جيوسياسي حاد، خاصة بشأن الحرب في أوكرانيا، ومن المرجح أن يدفع دولًا أخرى إلى أن تحذو حذوها، وتمتلك روسيا والولايات المتحدة أكبر ترسانتين نوويتين في العالم.

ومن المقرر أن تنتهي آخر معاهدة متبقية بينهما، والتي تحد من عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية لكلا الجانبين، في غضون ثلاثة أشهر، مما قد يؤدي إلى تأجيج سباق التسلح القائم بالفعل، فيما اقترح بوتين أن يواصل الجانبان الالتزام بشروط المعاهدة لمدة عام آخر، لكن ترامب لم يرد رسميا على الفكرة بعد.