سياسة دولية

كيف سيكون دور قطر محوريا في صمود وقف إطلاق النار في غزة؟

قد تحول قطر اهتمامها إلى السلطة الفلسطينية- جيتي
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمحرر الشؤون الدبلوماسية، باتريك وينتور، قال فيه إنّ: "دور قطر، إحدى الدول الضامنة الأربعة للاتفاق، يعد محوريا في الوقت الذي يترقب فيه العالم معرفة مدى صمود وقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف وينتور، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "قطر وربما أكثر من أي دولة أخرى، تمتلك نفوذا على ما قد تختار حماس فعله في المستقبل. وينبع هذا من وضعها كوسيط معتمد من إسرائيل، وقناة أحادية الجانب للمساعدات والأموال إلى حماس في غزة. ولأكثر من عقد، استضافت قطر أيضا القيادة السياسية لحماس في الدوحة".

وتابع: "بتوقيعها على إعلان نيويورك في 29 تموز/ يوليو، إلى جانب دول عربية أخرى، وافقت قطر لأول مرة على مبدأ إنهاء حماس لحكمها في غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية؛ تماشيا مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".

واسترسلت: "أصبح مفاوضو الدولة الخليجية حازمين في رأيهم بتسليم الأسرى المتبقين في غزة، وبأن دونالد ترامب سيضمن عدم استئناف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للحرب".

وأردفت: "كان هذا التعهد، الذي قطعه شخصيا صهر ترامب، جاريد كوشنر والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، هو ما فتح الباب أمام المحادثات مع حماس بوساطة قطرية في مصر الأسبوع الماضي". وكانت إحدى الرسائل الرئيسية لترامب في خطابه أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يوم الاثنين، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي حقّقت أقصى ما في وسعها بقوة السلاح. 

وشرح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية بوضوح تداعيات الضربات الإسرائيلية على المنطقة الأوسع في بودكاست "التغلب على الشرق الأوسط". واشتكى ماجد الأنصاري من أنّ: "المنطقة أصبحت رهينة لشخصين، يحيى السنوار ونتنياهو"، مضيفا: "أحدهما مات والآخر لا يزال يمطر الفوضى".

وقال أنصاري إنّ: "قطر تعرضت لهجوم "في اليوم التالي لتسليمنا اقتراح وساطة من الرئيس ترامب إلى المكتب السياسي لحماس، وطلبنا منهم مناقشة الاقتراح في اجتماع". وفي أعقاب الهجوم مباشرة، أمر نتنياهو، متحديا، قطر بالكف عن إيواء من وصفهم بـ"الإرهابيين"، قائلا: "إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة. لأنه إن لم تفعلوا، فسنفعل". 

وكان مسؤول قطري كبير حاضرا لمراقبة التزام نتنياهو بالنص. وتم الاتفاق على آلية ثلاثية رسمية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وقطر والولايات المتحدة، "بداية حوار لتعزيز الأمن المتبادل، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتجنّب أي شكوك مستقبلية".

بعد ذلك، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا يعد بحماية أمنية أمريكية لقطر، ووافق البنتاغون على السماح للطائرات القطرية بالتحليق في قاعدة ماونتن هوم الجوية في أيداهو. من وجهة نظر واشنطن، تود واشنطن أن ترى تعاونا بين الدول العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي. 

ومع ذلك، لن يهدّد ترامب العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع دول الخليج لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي دولة ذكر أعضاء الكنيست، يوم الاثنين، بأنها مجرد نقطة على خريطة العالم. لكن هذا لا يمنع قطر من الانجرار إلى الجدل الشديد المستقطب داخل واشنطن.

وبحسب التقرير نفسه، فإنّه: "لا تزال فصائل متطرفة من اليمين الجمهوري مثل لورا لومر أو بطريقة مختلفة، مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مقتنعة بأن قطر يقودها أساسا نسخة غير معدلة من جماعة الإخوان المسلمين. تتخيل لومر طيارين قطريين مدربين في الولايات المتحدة يعيدون تمثيل أحداث 11 أيلول/ سبتمبر".

وأضافت: "على النقيض من ذلك، تزعم مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات، التي تتمتع بوسائل نفوذ مختلفة في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن الضربة الإسرائيلية الفاشلة ربما أجبرت قطر على تعديل موقفها تجاه حماس، وهو تحليل لا يأخذ في الاعتبار تغيير سياسة الدوحة الذي حدث في الصيف".

واستطرد: "على أي حال، تواجه قطر تحديين مباشرين. من المتوقع أن تستخدم خبرتها في التوسط مع حماس، والتي تعود إلى عهد إدارة جورج بوش الإبن، لإقناع الجماعة الإسلامية بنزع سلاحها. سيتطلب ذلك عملا دقيقا وشاقا، بما في ذلك طبيعة الأسلحة، ومستقبل شبكة الأنفاق الواسعة تحت غزة، والهيئة التي يمكن لمقاتلي حماس تسليم أسلحتهم لها. قد تكون هناك حاجة إلى أموال قطرية، وقد يُعرض على شخصيات بارزة في حماس النفي".

"ثانيا، قد تحول قطر اهتمامها إلى السلطة الفلسطينية، حيث تعد الهيئة الحكومية التي تسيطر عليها فتح بالإصلاحات وانتخابات قيادة جديدة خلال عام. قد لا ترغب قطر أيضا في الانجرار مرة أخرى إلى الترتيب المخصص، الذي شجعه نتنياهو سابقا، والذي أدى إلى قيام الدولة الخليجية بتحويل 4 مليارات دولار (3 مليارات جنيه إسترليني) من المساعدات إلى البنية التحتية في غزة وأفقر عائلات القطاع منذ عام 2012" وفقا للتقرير ذاته.