أعلنت هيئة البث الإسرائيلي أن
الاحتلال سمح بإعادة فتح
معبر رفح الأربعاء لإيصال
المساعدات إلى قطاع
غزة من مصر، لكن مصادر أمنية قالت إنه سبقى مغلقا لـ"أسباب لوجستية".
وأفادت الهيئة على
موقعها "ستُرسَل 600 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الأربعاء من الأمم
المتحدة ومنظمات دولية معتمدة والقطاع الخاص وبلدان مانحة"، من دون أن تكشف عن
مصادرها.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت في البداية فتح المعبر أمام مرور المساعدات، غير أنّها سرعان ما تراجعت عن التنفيذ متذرعةً بما وصفته بـ“صعوبات لوجستية” تحول دون استئناف الحركة، وهو ما أثار انتقادات واسعة وشكوكًا حول جدية الالتزام بقرار الفتح.
من جانبه، قال مصدر خاص لـ"عربي21"، فضل عدم ذكر اسمه، إنه سيتم دخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم وليس عبر معبر رفح.
ولفت إلى خلاف بين جيش وحكومة الاحتلال بشأن إدخال المساعدات عبر معبر رفح، حيث يتذرع الجيش بعدم جاهزية معبر رفح للعمل كنوع من الضغط على حركة حماس لتسريع عملية استعادة الجثث، بينما رفضت حكومة الاحتلال توصيات الجيش بتقليص المساعدات، وتصر على دخولها إلى القطاع.
ويزعم جيش الاحتلال أن معبر رفح بحاجة إلى 48 ساعة أعمال صيانة وترميم حتى يتم تأهيله لدخول المساعدات من خلاله.
وأفاد مصدر أمني إسرائيلي، بأن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر لن يعاد فتحه أمام حركة الأفراد اليوم الأربعاء، مدعيا أن السبب "أسباب لوجستية"، حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن المصدر دون أن تسمه قوله إن "معبر رفح لن يفتح اليوم، وموعد فتحه غير معروف".
وأضاف: "هذا الأمر غير ممكن لوجستيا، علينا النزول إلى المنطقة للتحقق وإرسال فريق، وهذا يستغرق وقتا"، و"من المتوقع أن يقرروا غدا أيضا إبقاء المعبر مغلقا".
ودعت الأمم المتحدة
ومنظمات إغاثة إلى إعادة فتح المعبر في وقت تواجه غزة أزمة إنسانية حادّة بعد الحرب
التي استمرت عامين في أعقاب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر
2023، حيث أعلنت في نهاية آب/اغسطس،
أعلنت المجاعة في غزة.
وذكرت أن إعادة فتح
معبر رفح الذي قررته "القيادة السياسية" يأتي بعد تسليم حماس رفات أربعة
رهائن آخرين في وقت متأخر الثلاثاء بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع الذي دخل
حيّز التنفيذ الجمعة.
وبموجب الاتفاق الذي
لعب الرئيس الأميركي دونالد ترامب دور الوساطة في التوصل إليه، كان مقررا أن تسلّم
حماس جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة على دخول وقف إطلاق النار
حيّز التطبيق.
وبينما تم الإفراج
عن جميع الرهائن العشرين الأحياء في الوقت المحدد، تسلّمت إسرائيل بحلول مساء الثلاثاء
رفات ثمانية فقط من 28 رهينة لقوا حتفهم.
وهدد وزير الأمن القومي
الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الثلاثاء بقطع إمدادات المساعدات
عن غزة إذا لم تُعد حماس رفات الجنود من القطاع.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلي
أن قرار إعادة فتح معبر رفح للسماح بعبور المساعدات اتُّخذ أيضا بعدما أُبلغت إسرائيل
بنية حماس إعادة رفات أربعة رهائن آخرين الأربعاء، وهي خطوة لم تؤكدها الحركة بعد.
وكانت مصادر في حركة
المقاومة الإسلامية حماس قد كشفت الثلاثاء، عن أسباب تأخير العثور على الجثث المتبقية
للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وذلك في أعقاب تسليم الحركة 8 جثث على دفعتين عبر
اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ونقل موقع "ميدل
إيست آي" البريطاني عن مصدر في حركة حماس، أنّ "التدمير العشوائي الذي مارسه
جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة ، وراء تأخير العثور على جثث الأسرى"، مشيراً
إلى أنه "مع وجود 10 آلاف فلسطيني تحت الأنقاض، فإن العثور على جثث الأسرى يتطلب
وقتا وجهدا".
وحمّل المصدر ذاته
الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التأخير في تحديد مكان جثث الأسرى المفقودين في غزة وإعادتها.