سياسة دولية

بابا الفاتيكان يدافع عن الكاردينال بارولين بعد وصفه حرب غزة بـ"المجزرة"

الكاردينال بييترو بارولين يؤكد موقف الفاتيكان بأن رد فعل دولة الاحتلال في غزة غير متناسبة – موقع الفاتيكان
دافع البابا ليو الرابع عشر، الزعيم الروحي للكاثوليك ورئيس دولة الفاتيكان، عن أمين سر دولة الفاتيكان (رئيس الوزراء) الكاردينال بيترو بارولين، الذي انتقدته دولة الاحتلال الإسرائيلي لوصفه ما يجري في غزة بـ"المجزرة"، مؤكدا أنه عبّر عن موقف الفاتيكان.

وأثارت المقابلة التي أجراها الكاردينال بارولين في 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري مع صحيفتي الفاتيكان الرسميتين "أوسرفاتوره رومانو" و"فاتيكان نيوز"، والتي تناول فيها التطورات في الشرق الأوسط، جدلا بين الفاتيكان وإسرائيل.

وكان بارولين قد شدد في المقابلة على أن الوضع في غزة ازداد خطورة ومأساوية خلال العام الأخير، قائلا:" كل يوم يُقتل العشرات، وأحيانا المئات من الأشخاص، ومن بينهم عدد كبير من الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا هناك، نحن نواجه خطر التعود على هذه المجزرة".


وقال بارولين، إن: "الدفاع عن النفس هو حق، ولكن يجب أن يراعي معيار التناسب"، وأضاف: "يبدو واضحاً أن الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي للقضاء على مسلحي (حماس) تتجاهل أن أمامه شعباً أعزل منهك القوى، في أرض دمرت مبانيها"، وأضاف بارولين لوسائل الإعلام التابعة للفاتيكان: "يبدو واضحاً أن المجتمع الدولي عاجز، وأن الدول القادرة على التأثير لم تفعل شيئاً حتى الآن لوقف المجزرة المستمرة".

وأكدالكاردينال بارولين بالقول: "لا يكفي أن تقول إن ما يحدث غير مقبول ثم تسمح باستمراره، علينا أن نطرح أسئلة جدية حول مشروعية استمرار تزويد الأطراف بالسلاح الذي يستخدم ضد المدنيين"، ولم يذكر أي دولة بالاسم.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من السفارة الإسرائيلية لدى الفاتيكان، التي اعتبرت عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أن وصف ما يجري في غزة بـ"المجزرة" قد يُعرقل جهود السلام، فيما علّق البابا ليو الرابع عشر على انتقادات السفارة الإسرائيلية عندما سئل عنها، بقوله: "الكاردينال عبّر بشكل جيد عن وجهة نظر الفاتيكان، يجب السعي إلى السلام".



وفي وقت سابق، أعرب بارولين عن قلقه من أن "تصريحات إسرائيل وقراراتها تسير في الاتجاه المعاكس، أي أنها تهدف إلى الحيلولة بشكل دائم دون إمكانية قيام دولة فلسطينية كاملة الصلاحيات"، وقال بارولين: "يبدو لي هذا القرار (إقامة دولة فلسطين) أكثر إلحاحا بعد أحداث العامين الماضيين، وهذا هو المسار الذي التزم به الكرسي الرسولي منذ البداية".


وأشار بارولين إلى أن "الكرسي الرسولي اعترف رسميا بدولة فلسطين قبل عشر سنوات، ووقع اتفاقية شاملة للعلاقات، وأعرب عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة، ديمقراطية"، وأكد أن الاعتراف بدولة فلسطين يساعد في دعم قضية الفلسطينيين، مشددا على ضرورة إيجاد طريقة لاحترام جميع الشعوب وحقوقها.