أفادت مصادر مطلعة
لموقع "ميدل إيست آي"، أن "إسرائيل سلمت أنظمة
دفاع جوي متطورة إلى
قبرص الأسبوع الماضي، وهي الشحنة الثالثة منذ ديسمبر وسط تصاعد التوترات مع
تركيا".
ونُشر مقطع فيديو يوم الخميس أظهر شاحنة تمر عبر ميناء ليماسول تحمل مكونات نظام باراك إم إكس، وهو نظام اعتراض جوي قادر على ضرب التهديدات على مسافة تصل إلى 150 كيلومترا.
وأكد موقع "ريبورتر" الإخباري القبرصي تسليم نظام باراك إم إكس بالكامل، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة هذا العام.
وجاء هذا بعد أن جادل شاي غال، نائب رئيس العلاقات الخارجية في شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI)، المصنعة لنظام باراك إم إكس، في مقال نُشر في تموز/ يوليو، بأن على إسرائيل إعادة النظر في نهجها تجاه قبرص ووضع خطط عسكرية "لتحرير" شمال الجزيرة من القوات التركية.
وكتب غال: "يجب على إسرائيل، بالتنسيق مع اليونان وقبرص، إعداد عملية طارئة لتحرير شمال الجزيرة".
وأضاف، "من شأن هذه العملية أن تُحيّد قدرات التعزيز التركية من البر الرئيسي، وتقضي على أنظمة الدفاع الجوي في شمال قبرص، وتدمر مراكز الاستخبارات والقيادة، وفي نهاية المطاف تُخرج القوات التركية، وتستعيد السيادة القبرصية المعترف بها دوليًا."
وحتى الآن، التزمت أنقرة الصمت بشأن الأنظمة المنشورة حديثًا، والتي تحمل وظائف مراقبة متقدمة وجمع معلومات استخباراتية من خلال رادارها ثلاثي الأبعاد. بمدى يصل إلى 460 كيلومترًا، يوفر النظام "مظلة رقمية" تغطي جزءًا كبيرًا من المجال الجوي لجنوب تركيا.
كادت تركيا وجنوب قبرص أن تندلع بينهما حرب عام 1997 بعد أن حاولت الأخيرة الحصول على نظامي دفاع جوي صاروخيين روسيي الصنع من طراز إس-٣٠٠، مما أثار تهديدات برد عسكري شامل من أنقرة.
وانتهت حينها الأزمة بقبول اليونان لأنظمة إس- 300 على أراضيها، بينما سعت قبرص إلى أنظمة بديلة.
ونقل الموقع عن أردا مولود أوغلو، وهو محلل دفاعي تركي بارز قوله، إن "هذا النظام أخطر بكثير من نظام إس-300، الذي طلبته [قبرص الجنوبية] من روسيا عام 1997ولكن لم يُنشر قط".
وأضاف، "بالنظر إلى الوضع العسكري الراهن بين إسرائيل والإدارة القبرصية اليونانية، سيصبح نظام الدفاع الجوي والرادار القوي هذا بلا شك عنصرًا أساسيًا في شبكة الاستخبارات الإسرائيلية في شرق البحر الأبيض المتوسط".
ووفقا لمولد أوغلو، يُشكل نظام باراك إم إكس تهديدًا كبيرًا للقوات الجوية والبرية التركية في قبرص وعبر شرق البحر الأبيض المتوسط الأوسع، حيث أن راداره قادر أيضا على اكتشاف نيران المدفعية وقذائف الهاون وبطاريات الصواريخ في نطاق 100 كيلومتر.