سياسة دولية

أمريكا تُدرج 4 فصائل عراقية على لائحة "الإرهاب"

العقوبات على الفصائل العراقية تندرج ضمن سياسة فرض أقصى ضغط على إيران لقطع مواردها المالية - أرشيف
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، إدراج 4 فصائل عراقية على لوائح "الإرهاب"، بذريعة مواجهة ما وصفته النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.


وجاء في البيان أن المجموعات التي شملها القرار هي: "حركة النجباء، كتائب سيد الشهداء، حركة أنصار الإسلام الأوفياء، وكتائب الإمام علي"، وأوضحت الوزارة أن هذه الجماعات كانت مصنفة سابقاً ككيانات إرهابية عالمية خاصة، لكن التصنيف الجديد يفرض عليها عقوبات أشد ويخضعها لرقابة دولية أكثر صرامة.


وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي في إطار "الجهود المستمرة لواشنطن لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة، مشيراً إلى أن طهران، بوصفها أكبر راعٍ دولي (للإرهاب)، تواصل تقديم الدعم الذي يمكّن هذه المليشيات من التخطيط أو تسهيل أو شن هجمات داخل العراق، بما في ذلك استهداف السفارة الأمريكية في بغداد وقواعد القوات الأمريكية وحلفائها، كما اتهمت الخارجية الأمريكية تلك المجموعات باستخدام واجهات ومنظمات أخرى بأسماء وهمية لإخفاء دورها في هذه الهجمات.

وربط البيان القرار بمذكرة مجلس الأمن القومي التي أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شددت على ضرورة "زيادة الضغط" على طهران عبر قطع مصادر التمويل عن وكلائها في المنطقة، وختمت الخارجية الأمريكية بالتأكيد على أنها ستواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لحماية المصالح الوطنية للولايات المتحدة وحرمان "الإرهابيين" من الوصول إلى الموارد المالية واللوجستية.


وكان عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، النائب في الكونغرس، جو ويلسون، قد أفصح عن نية الإدارة الامريكية تصنيف أربعة فصائل عراقية ضمن لائحة "الإرهاب"، فيما حث على إلحاق منظمة "بدر" بزعامة هادي العامري بقائمة تلك الفصائل.


وأعرب في منشور له على منصة "أكس"، عن شكره للرئيس ترامب، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومدير مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض سيباستيان غوركا، إزاء ذلك.

ويُعد التصنيف الجديد كـ"منظمات إرهابية أجنبية" أشد صرامة، إذ يفتح الباب أمام الملاحقات الجنائية لأي طرف يقدّم دعمًا ماديًا لها، ويمنع أعضاءها من دخول الولايات المتحدة تلقائيًا، فضلًا عن توسيع العقوبات الثانوية على الأفراد والشركات المتعاملة معها.

ويأتي هذا التحرك على وقع ضغوط أمريكية على الحكومة العراقية لإنهاء نفوذ الميليشيات المسلحة الموالية لإيران داخل مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية، وسط تحذيرات من أن استمرار نشاط هذه الجماعات يهدد الاستقرار الداخلي ويقوّض الشراكة بين بغداد وواشنطن.

وتمتلك بعض هذه الفصائل تمثيل برلماني داخل مجلس النواب العراقي، وتعد كتله السياسية الأكثر تشددا اتجاه دعوات إخراج القوات الأمريكية والتحالف الدولي من العراق، فضلا عن إصرارها في تمرير قوانين تقول واشنطن إنها خطر على العراق، ومنها قانون هيئة الحشد الشعبي الذي تم تجميده بعد تهديد الولايات المتحدة بإجراءات ضد العراق.

وتمثل قرارات الإدراج على لوائح الإرهاب إحدى أكثر الأدوات القانونية والدبلوماسية حساسية في السياسة الأمريكية، إذ تُستخدم لتقييد حركة الأفراد والكيانات وقطع ارتباطها بالأنظمة المالية العالمية.


وفي الحالة العراقية، يحمل إدراج أربعة فصائل على هذه اللوائح أبعادًا تتجاوز الجانب الأمني المباشر، ليعكس ملامح مواجهة متصاعدة بين واشنطن ومحور إقليمي يرتبط بإيران، حيث تشير المداولات الدستورية إلى أن مثل هذه الخطوات تُلقي بظلالها على سيادة الدول المضيفة، إذ تجد الحكومات نفسها أمام التزامات متشابكة بين ضغوط خارجية والتوازنات الداخلية.