طور علماء صينيون من مقاطعة تشجيانغ غراء طبيا فريدا من نوعه يسمّى "Bone-02"، وهو قادر على إصلاح الكسور في غضون ثلاث دقائق فقط، مستلهما من قدرة المحار على الالتصاق بقوة تحت الماء. وتتيح هذه المادة للأطباء ملء الفراغات في العظام خلال دقائق معدودة أثناء الجراحة، مما يوفر بيئة مناسبة لخلايا العظم للنمو والانتشار بشكل طبيعي.ويثبت هذا الغراء العظام بشكل موثوق حتى في حال وجود نزيف، حيث تكون المواد العادية عديمة الفائدة.
ورغم تميز العظام بقدرتها الطبيعية على إصلاح نفسها بعد الإصابات الصغيرة، لكن الحالات الشديدة مثل الكسور الكبيرة أو استئصال الأورام تتطلب ملء الفراغ الناتج بمادة قادرة على تشجيع نمو خلايا العظم.
حاليًا، يتم الاعتماد على زراعة طعم عظمي أو استخدام دعامات ثلاثية الأبعاد مطبوعة بتقنيات متقدمة، وهي عمليات تستغرق وقتًا طويلًا وغير متوفرة دائمًا في حالات الطوارئ، ولحل هذا التحدي، قام الفريق البحثي بقيادة البروفيسور "جونغ سيونغ لي" بتعديل مسدس الغراء الساخن لتقليل درجة حرارة التشغيل من أكثر من 100 درجة مئوية إلى حوالي 60 درجة مئوية، مما يجعله آمنًا للاستخدام داخل غرفة العمليات. كما تم تطوير مادة بيولوجية خاصة تحتوي على الهيدروكسيباتيت – وهو مركب يشكل حوالي 50 بالمية من حجم العظام البشرية الطبيعية - مع بلاستيك حراري قابل للتحلل يُسمى بولي كابرولاكتون.
ووفقًا لما نشره موقع "Global Times"، فإن الإعلان عن اللاصق الجديد، وسط إشادات بأدائه وسلامته مقارنة بالطرق التقليدية، التي تعتمد على شقوق جراحية كبيرة لتركيب صفائح وبراغٍ معدنية لتثبيت الكسور، جرى في وقت سابق من شهر أيلول/سبتمبر الجاري.
وأجرى الباحثون تجارب على عظام فخذ الأرانب بإصلاح فجوات يصل طولها إلى سنتيمتر واحد. وبعد مرور 12 أسبوعًا، أظهرت الفحوصات عدم وجود أي مضاعفات طبية أو انفصال بين المادة المستخدمة والعظم، والأكثر إثارة للإعجاب هو أن حجم العظم المُعاد تكوينه كان أكثر من ضعف الحجم لدى الحيوانات التي عُولجت باستخدام الأسمنت العظمي التقليدي.
وتمتص المادة تدريجيا مع التئام العظام، مما يُلغي الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة لإزالة الغرسات. وتبلغ قوة الالتصاق حوالي 0.5 ميغاباسكال. وحتى الآن، جرى اختبار الغراء بنجاح على أكثر من 150 مريضا. وفي بعض الحالات، أُجريت العمليات التي تتطلّب تقليديا تركيب صفائح وبراغي معدنية في أقل من ثلاث دقائق باستخدام التركيبة الجديدة، وأصبحت بعض العمليات المعقدة، التي كانت تتطلّب لوحات معدنية، تستغرق دقائق فقط.
وبدأت محاولات صنع لاصق عظمي منذ أربعينيات القرن العشرين، لكن التركيبات السابقة القائمة على الجيلاتين والراتنجات الإيبوكسية والأكريلات لم تستوف متطلبات التوافق الحيوي. ومع ذلك، فإن الأسمنت العظمي والحشوات الحديثة لا تُعَدّ لواصق حقيقية، أي مواد قادرة على ربط الأسطح من خلال الالتصاق المباشر.