على الرغم من الأدلة
التي تشير إلى سلامة
العلاج الهرموني للمرضى الذين لديهم تاريخ من سرطان بطانة الرحم
أو سرطان المبيض الظهاري منخفض الدرجة، يُظهر استطلاع جديد أن العديد من أطباء أمراض
النساء وبعض أطباء الأورام النسائية لا يزالون غير مرتاحين لوصف هذا العلاج لهذه الفئة
من المرضى. وهذا يشير إلى الحاجة إلى مزيد من التثقيف السريري للمساعدة في التغلب على
المفاهيم الخاطئة المتبقية، بحسب تقرير في موقع ميديكال إكسبرس.
ونشرت نتائج الاستطلاع
على الإنترنت في
مجلة Menopause ضمن مقال بعنوان "العلاج بالإستروجين
لدى مريضات سرطان أمراض النساء: دراسة استقصائية لأطباء أمراض النساء وأطباء الأورام
في الولايات المتحدة".
وعلى الرغم من أن معظم
مريضات سرطانات أمراض النساء هن في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، إلا أنه يُقدر أن
40 بالمئة من هؤلاء المريضات هن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أو ما قبل انقطاع الطمث
عند التشخيص، تتطلب العديد من المريضات الخاضعات لجراحة الأورام الخبيثة النسائية استئصال
المبيضين كجزء من علاجهن. إضافة إلى ذلك، يُعرّض كل من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي
النساء لخطر ضعف وظيفة المبيض.
وبفضل التحسينات في
علاجات السرطان، من المهم مراعاة الآثار طويلة المدى لقصور المبيض الأولي ونقص الهرمونات
لدى مريضات سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي قبل انقطاع الطمث. مع ذلك، لطالما قلّ استخدام
العلاج بالإستروجين في هذه الفئة بسبب مخاوف مُقدّمي الرعاية الصحية، لا سيما فيما
يتعلق بتكرار الإصابة بالسرطان.
في عام 2020، أصدرت
جمعية أورام الجهاز التناسلي الأنثوي (SGO) بيانا أكدته جمعية انقطاع الطمث للمساعدة
في توجيه استخدام العلاج الهرموني لدى مريضات سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي. ومنذ
ذلك الحين، لا توجد إحصاءات معروفة منشورة تتعلق بتأثير ذلك على تواتر وصف الأطباء
للهرمونات لهذه الفئة.
لهذا السبب، أُجري
هذا الاستطلاع الإلكتروني الجديد، الذي شمل 293 عضوا من أعضاء منظمة SGO والكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، بهدف استكشاف وتحديد
استخدام العلاج بالإستروجين لدى النساء اللاتي لديهن تاريخ من سرطانات الجهاز التناسلي
الأنثوي.
من أبرز نتائج الاستطلاع:
63.82 بالمئة من المستجيبين
يصفون العلاج بالإستروجين لمرضى سرطان بطانة الرحم.
65.19 بالمئة من المستجيبين
يشعرون بالراحة تجاه وصف العلاج بالإستروجين لمرضى سرطان المبيض الظهاري.
96.8 بالمئة من المستجيبين
يشعرون بالراحة تجاه وصف العلاج بالإستروجين لمرضى سرطان عنق الرحم.
اختلفت أنماط وصف العلاج
بشكل كبير بناء على الجنس والمسمى الوظيفي وسنوات الخبرة. تشير البيانات إلى أن أخصائيي
رعاية أمراض النساء الحميدة، وأولئك الذين لديهم خبرة سريرية أقل، هم أكثر عرضة لافتراض
مفاهيم خاطئة حول سلامة الهرمونات.
كما سُئل المستطلعة
اراؤهم عن بدائل العلاج بالإستروجين المفضلة لديهم. كانت مثبطات استرداد السيروتونين
الانتقائية هي الأكثر اختيارا (88.4 بالمئة)، تليها جابابنتين (58 بالمئة)، ثم مضادات
نيوروكينين-3 (46.4 بالمئة).
وأظهرت الدراسات أن
العلاج الهرموني علاج فعال وآمن للغاية (لمعظم النساء) للسيطرة على أعراض انقطاع الطمث
المزعجة التي قد تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرأة. وكان السبب الأكثر شيوعا لعدم
وصف العلاج بالإستروجين للمرضى الذين لديهم تاريخ من سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي
هو الاعتقاد بأن المخاطر تفوق الفوائد. ورغم أن هذا قد ينطبق على بعض أنواع السرطان،
إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للجميع.
غالبا ما يُسرّع علاج
سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي من ظهور انقطاع الطمث، ويساهم في تفاقم الأعراض لدى
هذه الفئة. يُعدّ العلاج الهرموني العلاج الأكثر فعالية لإدارة أعراض اضطراب الأوعية
الدموية ومتلازمة الجهاز البولي التناسلي المصاحبة لانقطاع الطمث. إن إدراك متى يُمكن
استخدام العلاج الهرموني بأمان سيكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة، كما تقول الدكتورة
مونيكا كريسماس، المديرة الطبية المساعدة في جمعية انقطاع الطمث.