قالت مجلة "
إيكونوميست"
في افتتاحيتها إن "إسرائيل" ارتكبت خطأ كارثيا بضربها العاصمة القطرية الدوحة، وقالت
إنه يجب لحملاتها الإضافية العابرة للحدود ضد أعدائها، أن يكون لها حد.
وتوعد
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بملاحقة قادة حماس "أينما
كانوا"، وطاردتهم "إسرائيل" في غزة وإيران ولبنان وسوريا، لكن قطر، حيث كان
يقيم قادة حماس منذ فترة، بدت محظورة.
في 9 أيلول/ سبتبمبر، تغير الوضع،
عندما قصفت طائرات حربية إسرائيلية فيلا هناك قيل إنها كانت تستضيف مسؤولين من
حماس، واغتيل فيها ستة أشخاص، على الرغم من أنه من غير المؤكد ما إذا كان بينهم أي من
قادة حماس.
تعقد جهود إنهاء حرب
وربما حظيت هذه الضربات بموافقة
أمريكية ضمنية، لكن المجلة ترى أن العملية كانت خطأ فادحا وتعقد من جهود إنهاء حرب
غزة وتضر بمكانة أمريكا في الخليج، كما وتقوض "اتفاقيات إبراهيم"، التي
وعدت بتقديم مستقبل أفضل للمنطقة.
وتقول المجلة إن "إسرائيل" وافقت ضمنيا على استضافة قطر لقادة حركة حماس، وبمباركة أمريكية، توسطت الدوحة في محادثات غير مباشرة
بين "إسرائيل" وحماس، وقد عارض الموساد والجيش الإسرائيلي ضربة يوم الثلاثاء.
التسويات تهدد نتنياهو
ومن المرجح أن تطول الحرب في غزة
بعد العملية. ونظرا لأن أية صفقة كانت ستسقط ائتلافه الحاكم المتشدد، فإن نتنياهو
وجد فرصة واستحسانا للقيام بالضربة، وستتعثر المحادثات على المدى القريب، مع أن
القطريين يؤكدون أنهم سيواصلون المحاولة.
وكان
اغتيال قادة حماس الخارجيين، سيؤدي
لانتقال ميزان القوى إلى قيادتها العسكرية المعزولة في غزة. وبينما تواصل "إسرائيل" القتال، يقول جنرالاتها إن أي مكاسب ميدانية أخرى ستكون هامشية. لكن القتال ستكون
له عواقب وخيمة على الفلسطينيين.
الوعود الأمنية الأمريكية واهية
وقد تستنتج دول خليجية أخرى أن
الوعود الأمنية الأمريكية واهية، فقد وقفت واشنطن متفرجة عندما قامت طائرات بدون
طيار إيرانية بتعطيل حقول النفط في المملكة العربية السعودية في عام 2019، وعندما
ضربت طائرات بدون طيار الإمارات العربية المتحدة في عام 2022.
وربما تكون أكبر الخاسرين في
الضربة الأخيرة، هي المصالحة بين "إسرائيل" ودول في الخليج وقعت "اتفاقيات
إبراهيم"، التي تصادف ذكراها الخامسة هذا الشهر. وقطر ليست من الدول الموقعة،
لكن البحرين والإمارات العربية المتحدة من الدول الموقعة، وقد درست المملكة
العربية السعودية إبرام اتفاقية مع إسرائيل.
ووعدت الاتفاقيات بتعميق العلاقات
الاقتصادية والتعاون الأمني لردع هجمات إيران ووكلائها، وأدى رفض "إسرائيل" حل
الدولتيين مع الفلسطينيين إلى شد الإتفاقيات حتى حافة الإنهيار، وهي الآن تصر على
حقها في استخدام قوتها العسكرية لضرب أعدائها في الدول ذات السيادة التي تتعاون
معها في مجالات أخرى، وهذا احتمال لا يطاق لأي حليف محتمل.
ضرب قطر زاد عزلة إسرائيل
وتقول المجلة إنه وبفضل الدعم
العسكري الأمريكي، أصبحت "إسرائيل" قوة مهيمنة في المنطقة، فقد أضعفت حماس وضربت حزب
الله وإيران، إلا أن قرار نتنياهو ضرب قطر، زاد من عزلة "إسرائيل"، وعرض مكانة
أمريكا للخطر في المنطقة، مع تداعيات قد تستمر إلى ما بعد ترامب. وقد يخدم ضرب
قادة حماس هناك أهداف نتنياهو السياسية، ويظهر قوة "إسرائيل"، لكنه أضعف من موقف "إسرائيل"، ودفع المنطقة نحو الفوضى.