مدونات

الحفاظ على استمرارية وفعالية حراك السفارات لدعم قضية المعتقلين المصريين

"الحفاظ على استمرارية الحراك يتطلب وعيا تنظيميا وتخطيطا استراتيجيا"- عربي21
يمثل "حراك السفارات" أحد أنجح أشكال الضغط السلمي الذي تتبناه المعارضة المصرية في الخارج، حيث تُنظم وقفات احتجاجية أمام السفارات المصرية في العواصم العالمية للفت نظر الرأي العام والمؤسسات الحقوقية الدولية إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر، خاصة ملف المعتقلين السياسيين. ومع تزايد فعالية هذا الحراك، تزداد كذلك محاولات النظام المصري لإفشاله بوسائل مباشرة وغير مباشرة. لذا، فإن الحفاظ على استمراريته يتطلب وعيا تنظيميا وتخطيطا استراتيجيا.

أولا: التحديات التي تواجه الحراك

1- التهديدات الأمنية والإعلامية: استخدام النظام أدواته الإعلامية لتشويه المشاركين أو تهديدهم، إضافة إلى التهديد المباشر لعائلات النشطاء داخل مصر.

2- الاختراق ومحاولات التشويش: عبر كيانات مثل "اتحاد شباب مصر بالخارج"، تعمل كأذرع استخباراتية للنظام تحت غطاء مدني.

3- الإرهاق التنظيمي والذهني: ضعف الموارد البشرية والمالية، وانخفاض الحماس على المدى الطويل.

حراك السفارات أداة ضغط فعّالة، لكنها بحاجة إلى حماية وتنظيم وحكمة؛ وحده العمل الجماعي الواعي قادر على الصمود أمام آلة القمع والتشويه. وبتعزيز التضامن والاستمرارية، يمكن لهذا الحراك أن يساهم بفعالية في الإفراج عن المعتقلين وكشف حقيقة النظام للعالم.

ثانيا: خطوات الحفاظ على الحراك واستمراريته

1- التنظيم المؤسسي:

- تأسيس كيان قانوني منظم (جمعية أو مؤسسة حقوقية) يتولى تنظيم الوقفات بشكل قانوني ورسمي، ما يمنح الحراك حماية أكبر ويزيد من مصداقيته.

- توزيع المهام بوضوح بين أعضاء الفرق التنظيمية (تنسيق، إعلام، لوجستيات، علاقات عامة..).

2- التوثيق والإعلام:

- توثيق كل الفعاليات بالصور والفيديوهات وإصدار بيانات صحفية باللغات المحلية.

- إرسال هذه المواد إلى الصحف والمنظمات الحقوقية الدولية بشكل منتظم.

3- بناء التحالفات:

- التنسيق مع منظمات حقوقية محلية ودولية.

- إشراك الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا، وفتح باب التعاون مع النشطاء من قضايا مشابهة (فلسطين، السودان.. إلخ).

4- الاستمرارية الذكية:

- تنويع أشكال الحراك (وقفات، ندوات، عروض أفلام، معارض صور، حملات أونلاين).

- ربط التحركات بمناسبات سياسية أو حقوقية (يوم المعتقل، يوم حقوق الإنسان.. إلخ) لزيادة التأثير الإعلامي.

5- حماية المشاركين:

- توعية المشاركين قانونيا بحقوقهم أثناء التظاهر.

- تجنب نشر بيانات شخصية حساسة قد تعرض المشاركين أو عائلاتهم للخطر.

- التشاور مع محامين قبل وبعد أي وقفة لتأمين المشاركين قانونيا.

6- مواجهة حملات التشويه:

- الرد بالوثائق والحقائق، وعدم الانجرار وراء المهاترات.

- فضح محاولات النظام لاختراق الحراك أو تشويهه.

ثالثا: الرسائل التي يجب الحفاظ عليها

- أن حراك السفارات سلمي، قانوني، ويمثل صوت المظلومين داخل السجون.

- أن المعتقلين ليسوا إرهابيين بل أصحاب رأي، ومنهم أطفال ونساء وأكاديميون.

- أن استمرار الانتهاكات سيُبقي هذه الفعاليات قائمة حتى تحقيق العدالة.

حراك السفارات أداة ضغط فعّالة، لكنها بحاجة إلى حماية وتنظيم وحكمة؛ وحده العمل الجماعي الواعي قادر على الصمود أمام آلة القمع والتشويه. وبتعزيز التضامن والاستمرارية، يمكن لهذا الحراك أن يساهم بفعالية في الإفراج عن المعتقلين وكشف حقيقة النظام للعالم.