تتواصل في العاصمة
التونسية الاستعدادات الفنية والإدارية لإطلاق "أسطول الصمود" الذي يهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا. ويعمل الفريق العربي من تحالف "قافلة الصمود" على تجهيز عدد من السفن التي ستحمل مئات المتضامنين الدوليين، إضافة إلى وفود عربية وإسلامية واسعة وصلت إلى تونس من الجزائر وليبيا والمغرب وقطر والبحرين وعُمان والكويت وموريتانيا وتركيا وباكستان وماليزيا وغيرها.
تونس.. المنفذ العربي الوحيد
المنظمون أكدوا لـ"عربي21" أن تونس هي الدولة العربية الوحيدة التي وافقت على انطلاق السفن من موانئها، في خطوة وصفوها بـ”التاريخية” تعكس عمق الموقف الشعبي والرسمي التونسي تجاه القضية
الفلسطينية.
ويقوم القائمون على الأسطول بمراجعة كافة ترتيبات الإبحار وضمان تدريب المشاركين على “المقاومة اللاعنفية” تحسبًا لأي اعتداء إسرائيلي محتمل، وذلك لتقليل المخاطر وسحب الذرائع التي قد يستخدمها الاحتلال لاعتقال أو ترحيل المتضامنين كما جرى في محاولات سابقة.
من "مادلين" إلى "حنظلة".. ذاكرة مقاومة
زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وعضو مؤسس في تحالف “أسطول الحرية”، أكد أن أسطول الصمود يستمد إلهامه من صمود الغزيين أولًا، ومن تجارب السفن السابقة مثل “مادلين” و”الضمير” و”حنظلة”.
وأضاف لـ"عربي21" أن الغاية الكبرى لهذه المبادرات هي “كسر الحصار غير الأخلاقي وغير القانوني” وفرض ممر بحري إنساني لإيصال المساعدات إلى أكثر من مليوني إنسان يواجهون التجويع والتدمير والتهجير في غزة.
مشاركة جزائرية لافتة
من جهته، قال النائب الجزائري يوسف عجيسة، رئيس الوفد الجزائري المشارك ونائب رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، إن الجزائر لم تغب عن أي من محاولات كسر الحصار، برًا أو بحرًا.
وأكد لـ"عربي21" أن المشاركة العربية في هذه النسخة من الأسطول “أوضح من ذي قبل، لكنها ما زالت أقل من الواجب” بسبب عوامل سياسية ولوجستية.
لقاء في عرض البحر
وكانت بعض سفن أسطول الصمود قد أبحرت من ميناء برشلونة الإسباني يوم 31 أغسطس، ومن المقرر أن تصل إلى قبالة السواحل التونسية يوم الأحد (7 سبتمبر). على أن تنطلق في اليوم ذاته سفن أخرى من ميناء تونس لتلتقي جميعها في عرض البحر، قبل التوجه شرقًا نحو غزة في رحلة محفوفة بالتحديات.