أعلن المركز الوطني للسينما والصورة في تونس ترشيح فيلم "صوت
هند رجب - The Voice Of Hind Rajab" للمخرجة كوثر بن هنية، للمنافسة على جائزة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة "
الأوسكار" عن فئة أفضل فيلم دولي، المخصصة للأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة وناطقة بغير اللغة الإنجليزية.
وقال المركز في بيان إن لجنة معتمدة من أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية اختارت الفيلم للمنافسة في الدورة الثامنة والتسعين للجائزة الأشهر عالميًا بعد أن رأت أنه "يستجيب لكافة معايير الأهلية كما وردت في قواعد الترشيح".
وسبق أن رشحت تونس في أعوام سابقة فيلمين من إخراج كوثر بن هنية للجائزة ذاتها هما "الرجل الذي باع ظهره" و"بنات ألفة".
ومن المنتظر إعلان القائمة الأولية للأفلام المتنافسة على الجائزة في ديسمبر/ كانون الأول، ثم القائمة المختصرة في كانون الأول/ يناير 2026 قبل إقامة حفل الأوسكار الثامن والتسعين في آذار/ مارس.
دعم كبير
وانضم عدد من مشاهير الممثلين الأمريكيين في
هوليوود، لإنتاج فيلم "
صوت هند رجب"، الذي يجسد مأساة الطفلة الفلسطينية التي قتلها جيش الاحتلال وعائلتها بمدينة
غزة في كانون الثاني/ يناير 2024، وذلك قبل عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي.
وانضم نجوم هوليوود براد بيت، وخواكين فينيكس، وروني مارا، وألفونسو كوارون، وجوناثان غليزر، إلى إنتاج الفيلم الذي تخرجه التونسية كوثر بن هنية، المرشحة لجائزة "الأوسكار".
ويُجسد الفيلم الساعات الأخيرة من حياة الطفلة هند التي كانت بعمر 5 سنوات عندما قتلها جيش الاحتلال الإسرائيلي مع 6 من أقاربها بقصف سيارة لجأوا إليها جنوب غرب مدينة غزة في 29 كانون الثاني/ يناير 2024.
وكانت هند وعائلتها يفرون من مدينة غزة عندما تعرضت مركبتهم للقصف، ما أدى إلى استشهاد عمها وخالتها وثلاثة من أبناء عمومتها. وقد نجت رجب وابنة عم أخرى في البداية، واتصلتا بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من داخل السيارة طلبًا للمساعدة.
وعُثر لاحقًا على السيارة وفيها جثة هند إلى جانب المسعفين الذين جاؤوا لإنقاذها. وأشعلت الحادثة احتجاجات عالمية، من بينها في جامعة كولومبيا، حيث أعاد الطلاب تسمية "قاعة هاميلتون" إلى "قاعة هند".
وكان مدير مهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا قد صرّح سابقًا بأنه يعتقد أن الفيلم سيكون من بين أكثر الأعمال التي "تؤثر في الجمهور والنقاد" خلال المهرجان.
ماذا سيعرض الفيلم؟
وسيعرض الفيلم في 3 سبتمبر/ أيلول المقبل بمدينة البندقية الإيطالية، في إطار النسخة 82 من مهرجان البندقية السينمائي الذي بدأ الأربعاء، ويستمر حتى 6 أيلول/ سبتمبر.
ومن المقرر أن يُعرض الفيلم أيضا، الذي يتضمن التسجيل الصوتي الحقيقي لهند رجب قبل استشهادها بلحظات، في مهرجانات تورنتو وسان سيباستيان وبوسان ولندن السينمائية هذا الخريف.
وقالت المخرجة بن هنية: "في جوهر هذا الفيلم، يكمن أمر بسيط للغاية، يصعب العيش معه. لا أستطيع قبول عالم يطلب فيه طفل المساعدة ولا أحد يستجيب. هذا الألم، وهذا الفشل، ملك لنا جميعًا. هذه القصة لا تقتصر على غزة، بل تحكي حزنًا عالميًا".
وأضافت بن هنية أن هذه القصة لا تقتصر على الفلسطينيين بقطاع غزة، بل تروي حزنًا عالميًا، موضحة: "أعتقد أن الحبكة الأدبية، خاصةً عندما تستمد من أحداثٍ حقيقيةٍ موثقةٍ ومؤلمة، تكون أقوى أدوات السينما، التي تقوم بدورها بحفظ الذكرى ومقاومة النسيان".
وأشار موقع "
ديد لاين - Dead line" إلى أن مهرجان البندقية السينمائي هذا العام سيحمل طابعًا سياسيًا، حيث ستُقام فعاليات دعمًا لقطاع غزة في السبت الأول منه.
إنتاج عالمي
وحصلت شركة "ماد ديستربيوشن - MAD Distribution" على حقوق العرض السينمائي العربي للفيلم، بينما ستتولى شركة "ذا بارتي فيلم سيلز - The Party Film Sales"، ومقرها باريس، مسؤولية المبيعات العالمية للفيلم، بينما تتولى شركة "سي إيه إيه ميديا فاينانس - CAA Media Finance" حقوق العرض في أمريكا الشمالية.
وجاء في تقرير آخر لموقع "
ديد لاين" أنه مع تجاوز عدد الشهداء في غزة 61 ألف شخص، والتي سُوّيت معظمها بالأرض، بينما تعاني عائلات "الرهائن" (الأسرى) في "إسرائيل" من ألم فقدان أحبائهم، من المتوقع أن يكون فيلم "صوت هند رجب" أحد أكثر الأفلام إثارة في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي.
وتشارك في إنتاج الفيلم أيضًا شركة "بلان بي - Plan B" التي يملكها بيت، إلى جانب شركات إنتاج عالمية وإقليمية، مثل "فيلم 4" البريطانية، و"استوديوهات أم بي سي" في الشرق الأوسط.
وأكد تقرير لمجلة "
فارايتي - Variety" أن نجوم هوليوود براد بيت، وخواكين فينيكس، وروني مارا، وألفونسو كوارون، وجوناثان غليزر انضموا إلى لائحة المنتجين التنفيذيين للفيلم.
ومن بين الشخصيات العامة البارزة التي انضمت إلى المشروع كمنتجين تنفيذيين، الصحفية التي تحولت إلى منتجة، جيميما خان، ورجل الأعمال الكندي والمؤسس السابق لشركة "ليونز غيت" فرانك جيسترا، ومصممة المجوهرات سابين جيتي.
ويذكر أن المنتجين الرئيسيين هم نديم شيخ روحة، المتعاون الدائم مع بن هنية، بالإضافة إلى المنتجة أوديسا راي، وجيمس ويلسون، والمتعاون مع جوناثان غليزر، بينما يضم طاقم العمل سجى كيلاني، ومعتز ملحيس، وكلارا خوري، وعامر حليحل.
وقال شيخ روحة: "كان من الضروري إنتاج الفيلم على وجه السرعة ليُعرض على الجمهور دون تأخير، لذا كان التمويل عملية مستمرة في جميع المراحل. قمتُ أنا وأوديسا بتمويل الفيلم أثناء تحضيره وتصويره وما بعد الإنتاج".
وأضاف: "انضمت كل من شركة "ساني لاند"، وإليزابيث وودوارد، وجيميما خان، وجيرالين دريفوس، وجوري غراهام، وأحمد خان، ورامبورغ، ووزارة الشؤون الثقافية التونسية، ووترميلون، وسوسن أصفري، و1888 فيلمز، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وشركة بارك للإنتاج، إلى فريق العمل عند بداية كتابة السيناريو. ثم انضمت شركة "فيلم 4"، التي عرضها جيم على فريق العمل، وشركة "إم بي سي" بعد ذلك مباشرة".
مؤسسة هند رجب
وجرى تأسيس مؤسسة "هند رجب" الحقوقية غير الحكومية في شباط/ فبراير 2024، ومقرها الرئيسي في بروكسل، بلجيكا. تُعد الذراع القانونية لحركة "30 مارس" (ذكرى يوم الأرض الفلسطيني)، وهي حركة سياسية تضم ناشطين سياسيين فلسطينيين.
وتسعى المؤسسة إلى تحقيق العدالة لضحايا الجرائم الإسرائيلية، من خلال رفع دعاوى قضائية ضد الجنود والمسؤولين الإسرائيليين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب. تستند هذه الدعاوى إلى أدلة موثوقة، بما في ذلك شهادات حية وتسجيلات صوتية، تهدف إلى محاكمة المسؤولين عن قتل هند رجب وعائلتها.
ومن بين الأنشطة البارزة للمؤسسة، تقديم شكوى قانونية لدى النيابة العامة الهولندية ضد ضابط إسرائيلي بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية في غزة. كما قامت برفع دعاوى قضائية ضد مسؤولين إسرائيليين بعد قتل مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف.
وتُركز المؤسسة على التقاضي الهجومي، حيث تلاحق قانونيًا الجنود الإسرائيليين، والوزراء، والأشخاص والشركات الأخرى المتورطة في جرائم الحرب. وتؤكد التزامها بإنهاء إفلات "إسرائيل" من العقاب، وتحقيق العدالة، وضمان تكريم إرث الضحايا.
تُعد مؤسسة "هند رجب" نموذجًا فعالًا للمسار الفلسطيني في ملاحقة المسؤولين عن الجرائم الإسرائيلية، وتُعتبر من أبرز المبادرات القانونية التي تسعى لتحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين.