صحافة دولية

WP: مذبحة "إسرائيل" للصحفيين في غزة "غير مسبوقة" تاريخيا

الصحفيون والمعلقون الإسرائيليون البارزون رحبوا بالاغتيالات- جيتي
أثار استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة للصحفيين أثناء تغطية القتال في القتال تفاعلا واسعا في وسائل الإعلام العالمية والمحلية.

في هذا السياق، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور قال فيه، إن أكبر مذبحة للصحفيين في التاريخ الحديث وقعت قبل أكثر من عقد ونصف، حيث نصب حوالي 100 مسلحا مرتبطون بفصيل سياسي محلي قوي في مقاطعة ماغوينداناو جنوب الفلبين كمينا وقتلوا 58 شخصا كانوا ضمن قافلة متجهة لتسجيل مرشح معارض في الانتخابات المقبلة.

وأضاف ثارور كان 32 من القتلى صحفيين أو إعلاميين دعوا لتغطية الرحلة، جزئيا وعلى افتراض أن وجودهم سيوفر قدرا من الحماية للوفد، بدلا من ذلك، وبعد ثلاثة أيام، تم استخراج جثثهم المثقوبة بالرصاص من حفرة رماهم فيها المهاجمون.

وتابع ثارور أن الحادثة التي وقعت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2009  كانت أسوأ أعمال العنف على الإطلاق في الفلبين، وأسوأ هجوم مسجل على الصحفيين في العالم، وقد تصدرت عناوين الصحف العالمية وأثارت ردود فعل سياسية عنيفة في بلد تشكله شبكات عميقة شبه إقطاعية من المحسوبية، ويعاني من العنف خارج نطاق القانون.

وأشار كاتب المقال إلى أن العدالة لم تكن سريعة، فقد استمرت العملية القانونية المعقدة والمُضطربة لسنوات، مع مقتل شهود رئيسيين على يد مسلحين مجهولين. وتشويه كبار السياسيين وطعنهم في أجندات الصحافيين القتلى. وأخيرا، في عام 2019، أصدر قاض في مانيلا أحكاما بالسجن المؤبد على بعض أفراد العائلة النافذة التي تقف وراء عمليات القتل، بالإضافة إلى العديد من شركائهم.

وتابع أنه بالنسبة للعديد من المراقبين، عزز هذا التأخير مناخا مقلقا من الإفلات من العقاب، وقد أشارت منظمة مراسلون بلا حدود العام الماضي إلى أن "هذا الفشل المتأخر في تحقيق العدالة يسلط الضوء على عجز السلطات عن كبح جماح العنف ضد الصحافيين. ومنذ مذبحة تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، قتل 43 صحفيا إضافيا في الفلبين، مما يجعلها أخطر دولة على المهنة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

وأردف ثارور  أن ما لا يقل عن 189 صحافيا فلسطينيا قتلوا "على يد إسرائيل في غزة"، وفقا لإحصاء أجرته لجنة حماية الصحافيين، منذ بدء الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. هذا الرقم أكبر بكثير من حصيلة عقدين من الحرب في أفغانستان، وعقد من الحرب في أوكرانيا، وحربي فيتنام وكوريا.

وأشار ثارور  إلى أن مشروع السعي لتحقيق العدالة صعب وطويل الأمد، فمن المرجح أن يكون إيجاد أي نوع من المساءلة عن مقتل الصحفيين الفلسطينيين أكثر صعوبة، لم تصدر أي أحكام إدانة حتى الآن في قضية مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة عام 2022، على الرغم من أن تحقيقات متعددة أكدت، أنها قتلت برصاص قناص إسرائيلي أثناء تغطيتها للأعمال العدائية في الضفة الغربية.
 
وقال إنه نظرا لأن "إسرائيل" لم تسمح لوسائل الإعلام الدولية بالدخول بحرية أو نقل الأخبار من غزة، فقد تحمل الصحفيون المحليون عبء تغطية الحرب بمفردهم - ودفعوا ثمنا مريرا. وجاء أحدث مثال يوم الاثنين عندما قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 20 شخصا، من بينهم خمسة صحفيين، عندما ضرب مستشفى ناصر في جنوب غزة، حيث ضرب المنشأة مرة واحدة بعد الساعة العاشرة صباحا بقليل بالتوقيت المحلي ثم استهدفها مرة أخرى فيما يعرف باسم ضربة "النقرة المزدوجة" حيث تجمع الصحافيون والمستجيبون الأوائل في مكان الحادث.

تم تصوير الهجوم على الهواء مباشرة، مما جعل من الصعب على السلطات الإسرائيلية تجاهله. وكان من بين القتلى مريم أبو دقة، وهي صحفية مستقلة تعمل لدى وكالة أسوشيتد برس، وحسام المصري، وهو مصور مستقل يعمل لدى رويترز.

وأضاف ثارور أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين تحججوا بوجود "كاميرا تابعة لحماس" في الموقع كأساس لاختيار الهدف.  وقالت سارة القضاة، مديرة قسم الشرق الأوسط في لجنة حماية الصحفيين، في بيان: "يستمر قتل إسرائيل للصحافيين في غزة، بينما يشاهد العالم ويفشل في اتخاذ إجراء حازم بشأن أفظع الهجمات التي واجهتها الصحافة في التاريخ الحديث".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قتلت غارة إسرائيلية مراسل الجزيرة أنس الشريف، أحد أشهر الصحفيين الذين غطوا الحرب على الأرض، وثلاثة من أفراد طاقمه. وزعمت إسرائيل أن الشريف كان رئيس "خلية إرهابية تابعة لحماس" - وهي اتهامات رفضتها الجزيرة وأصدقاء شريف وعائلته وخبراء الأمم المتحدة.

ولم تشارك "إسرائيل" أي وثائق أو أدلة تشير إلى تورطه في أنشطة عسكرية خلال الصراع الحالي. من جانبها، حذّرت لجنة حماية الصحافيين قبل ثلاثة أسابيع من مقتل شريف من أن حياته في خطر، وأنه قد يكون "مستهدفا بحملة تشويه عسكرية إسرائيلية" قد تكون "مقدمة لاغتياله".