سياسة عربية

إيران تسمح بعودة مفتشي الوكالة الذرية وسط تعثر مفاوضات البرنامج النووي

إيران تعيد فتح أبوابها لمفتشي الطاقة الذرية- CCO
أفادت وسائل إعلام رسمية في إيران، الأربعاء، بعودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى البلاد لأول مرة منذ أن علقت طهران تعاونها معهم عقب هجوم إسرائيلي استهدف مواقع نووية إيرانية.

ونقلت وكالة أنباء البرلمان الإيراني عن وزير الخارجية عباس عراقجي قوله أمام المشرعين، إن طهران لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن استئناف العمل بالكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، موضحة أن عراقجي أشار إلى أن المفتشين سيشرفون على عملية تغيير الوقود في محطة بوشهر النووية.

وجاءت تصريحات عراقجي عقب اجتماع عقدته إيران مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الثلاثاء، في إطار مساعٍ لإحياء مفاوضات البرنامج النووي، الذي تؤكد القوى الغربية أنه يهدف لتطوير قنبلة ذرية، فيما تصر طهران على أنه مخصص للأغراض المدنية فقط.

وأعلنت طهران عن حاجتها إلى اتفاقية تعاون جديدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب الحرب الجوية التي استمرت 12 يوما في حزيران/يونيو الماضي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وشاركت فيها الولايات المتحدة.

كما أقر البرلمان الإيراني في حزيران/ يونيو الماضي تشريعا يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وينص على أن أي عمليات تفتيش لاحقة يجب أن تحظى بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران.

ووافق المجلس الأعلى للأمن القومي على زيارة المفتشين، غير أن وكالة أنباء البرلمان الإيراني نقلت عن عراقجي قوله إن مسودة آلية التعاون الجديدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تُستكمل بعد ولم تحظَ بالموافقة، مضيفا أن "تغيير وقود مفاعل بوشهر النووي يجب أن يتم تحت إشراف مفتشي الوكالة الدولية".

من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي لشبكة "فوكس نيوز"، الثلاثاء، إن أول فريق من مفتشي الوكالة عاد إلى إيران، لكنه أوضح أن النقاش لا يزال جاريا حول كيفية استئناف عمليات التفتيش، بينما أكدت طهران عقب هجمات حزيران/يونيو أن مواقعها النووية لم تعد آمنة للمفتشين.

في حزيران/ يونيو شنت دولة الاحتلال ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، لتفجر صراعا عسكريا غير مسبوق استمر 12 يوما، وردت طهران بهجمات انتقامية على مدن إسرائيلية، بينما دخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة في أيامه الأخيرة عبر قصف ثلاثة مواقع إيرانية.

وسحبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فريق مفتشيها من إيران في تموز/ يوليو الماضي، عقب إقرار البرلمان قانونا يوقف التعاون مع الوكالة ردا على الضربات الأمريكية والإسرائيلية، وأوضح المدير العام رافاييل غروسي أن الانسحاب جاء لأن عمليات التفتيش لم تكن ممكنة في ظل "أجواء الحرب".

وفي وقت سابق، اتهمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوفير ذريعة لإسرائيل لتنفيذ هجوم، عقب إصدار تقرير أفاد بعدم امتثال إيران لالتزاماتها في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، التي تهدف إلى الحد من انتشار السلاح النووي عبر آليات تفتيش مشددة على المواقع النووية.