صحافة إسرائيلية

صحيفة عبرية: احتلال كامل غزة خطة خطيرة لا تُدرك حكومة نتنياهو تعقيداتها

زامير: خطر كبير يهدد حياة الأسرى إذا احتلت إسرائيل مدينة غزة وفقا لخطة الحكومة - جيتي

قال العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش، قال إن رهان إسرائيل على احتلال كامل غزة، يتبين أنه خيار "خطير"، وعلى ما يبدوا فأن القرار يُعد وكأنه الورقة الأخيرة في يد حكومة نتنياهو بعد اكثر من 22 شهرا من بدء الحرب.

تسفيكا حايموفيتش، وهو قائد منظومة الدفاع الجوي سابقا ومستشار استراتيجي حاليا، قال في مقال له على صحيفة " إسرائيل اليوم " إن:" تصريح رئيس الوزراء نتنياهو ياهو بشأن الانتقال الى مفاوضات لصفقة شاملة لتحرير المخطوفين وقرار الكابينت الاسرائيلي السيطرة على مدينة غزة، أدخلا الساحة مرحلة جديدة من الحرب".

حماس مفاوض عنيد
وأضاف حايموفيتش:" تبين أن حماس مفاوض عنيد، وهي تقرأ الواقع على نحو صحيح وتترجمه الى خطوات تسمح لها بالتحكم بجدول الاعمال وتحسين موقعها"، كما أشار إلى أن إعلان فرنسا سعيها للاعتراف بدولة فلسطينية فضلا عن تزايد الضغط الدولي على إسرائيل، جعلا من حماس أكثر تصلبا وتمسكا بمواقفها وشروطها، كما وأن فتح الممرات أمام دخول المساعدات الإنسانية الأممية عقب حملة "التجويع" الممنهجة في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار لأغراض إنسانية لمدة عشر ساعات في اليوم، كل هذا جرى دون أن تضطر حماس لإعطاء أي شيء بالمقابل".

المستشار حايموفيتش تطرق لصفقة التبادل، قائلا:" إن موافقة حماس على مقترح الوسطاء لاتفاق إطلاق سراح الرهائن على مراحل، تحمل أكثر من وجهة نظر، فإما أن يكون التهديد باحتلال غزة قد خلق ضغطا اجبرها على التراجع، أو إنها وافقت على الصفقة لمعرفتها المسبقة بأن إسرائيل سترفض، لافتا إلى أن حكومة نتنياهو مقتنعة بوجهة النظر الثانية ولهذا اختارت تأخير ردها على موافقة حماس بشأن الاتفاق على المراحل، انطلاقا والكلام لحايموفيتش بأنه:" إذا كان التهديد وحده حرك حماس قليلا عن عنادها حتى الآن، فان بدء الهجوم على غزة لربما سيسرع من إنهاء الأمر".

كم من الوقت ستستغرق السيطرة؟!
حايموفيتش، أشار إلى انحراف المزاج الجماهيري الإسرائيلي بشأن احتلال غزة، فخطة السيطرة على كامل القطاع تعرض بشكل مشابه للسيطرة على بيت حانون أو حتى احتلال رفح، غير أن:" الواقع يختلف تماما بتعقيداته الكبيرة".

فمدينة غزة، أكبر مدن القطاع ، تبلغ مساحتها نحو 45 كيلو متر مربع مقارنة بـ"تل أبيب" التي مساحتها 52 كيلو متر مربع، كما ويقطن المدينة ما بين 700 ألف إلى مليون نسمة مقابل نصف مليون نسمة في تل أبيب، وبالتالي لا بد من إجراء نقاش بكل معانيه، فيتساءل حايموفيتش:" كم من الوقت سيستغرق السيطرة على غزة العليا وغزة السفلى، بأنفاقها المتفرعة والكثيرة والطويلة؟ كم يمكن للمخطوفين أن يصمدوا من الوقت لأجل أن يبقوا على قيد الحياة في الظروف التي يحتجزون فيها؟".

ويضيف: "متى أخر مرة أحتلت فيها إسرائيل مدينة بحجم غزة؟، الجواب، لم يحدث ذلك بتاتًا، حتى في حرب لبنان الأولى عام 1982، فأن الجيش الإسرائيلي احتل غرب بيروت فقط، في مساحة وعدد سكان محدودين، وعليه فأن إسرائيل لا تملك أي فكرة كيف سيبدو الأمر عليه، وليس لنا جميعا قدرة على أن نقدر كيف سينتهي هذا".

حايموفيتش يعلق بشأن طبيعة ونوع الأسماء التي يتم اختيارها للمعارك، قائلا:" حتى الاسم الذي تم اختياره لحملة احتلال غزة، يدل على جمود ويبعث على الارتباك كـ(عربات جدعون 2)، بعد الأول الذي فشل وكان يهدف إلى تحرير المخطوفين من خلال ممارسة أقصى الضغط على حماس، وهو ما يؤكد مواصلة الحكومة في التفكير بالنهج نفسه، وهو ما يثير الخوف من أن تكون النتيجة نفسها أيضا"، متسائلًا عن الحاجة من إطلاق أسماء للحملات التي هي جزء من حرب "السيوف الحديدية"؟، والتي غير أسمها نتنياهو فيما بعد إلى "حرب القيامة" والتي لم تنفع بشيء، رغم أن كل أهداف الحرب تخدم الأهداف التي تتمثل بتقويض وابادة حماس وإعادة المخطوفين، بحسب العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش.

وختم بالقول:" إلى أن تبدأ المناورة نفسها، نأمل أن يبقى التهديد فقط مثابة تلويح قد يُجبر حماس عن التنازل بما يضمن تحرير المخطوفين وإنهاء الحرب".