صحافة إسرائيلية

تدهور تاريخي متسارع في علاقات الاحتلال مع أستراليا

تظاهرات ضخمة تخرج في أستراليا للتضامن مع غزة- الأناضول
شهدت الآونة الأخيرة توترا متصاعدا في العلاقات بين دولة الاحتلال واستراليا، بدأت بإعلان الأخيرة عن نيتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ورفض تأشيرة دخول عدد من مسئولي الاحتلال إلى أراضيها، فيما تزعم الجالية اليهودية فيها أنها تعيش في خوف.

نيتزا لوينشتاين الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، وصف "الأزمة القائمة بين تل أبيب وكانبيرا بالمروعة، وغير المسبوقة، لأن الحكومة الأسترالية الحالية معادية للاحتلال، ولا تكترث بذلك، بل إنها لا تسعى لإخفاء هذا العداء، فيما تظهر الجالية اليهودية يائسة وعاجزة، مع ظهور مظاهر جديدة من معاداة السامية يوميًا، لأن حماس تنشر دعاية مضادة للاحتلال" بحسب زعمها.

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "وسائل الإعلام الاسترالية تستوعب الأخبار التي تروجها حماس، وتبثها على أنها حقيقة مثبتة، وتبث التلفزيونات المحلية معاناة الفلسطينيين في غزة، وموت الأطفال جوعًا، واتهام الاحتلال بتجويع شعب بأكمله، حتى أن مؤيدي الاحتلال بدأوا يشككون في روايته في مواجهة الاتهامات المنتشرة على الإنترنت".

وأوضح أنه بينما يصطف سياسيون في فرنسا وكندا وبريطانيا وأستراليا لمعاداة الاحتلال، دون خوف من الناخبين، فإنه في أستراليا تحديدًا، خرج المارد من القمقم، حيث لا تبذل الحكومة أي جهد لكبح جماح معاداة الاحتلال، وبعد يوم من مظاهرة حاشدة مناهضة له على جسر سيدني الشهير، أعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أن أستراليا ستعترف بالدولة الفلسطينية، و"أعقب ذلك رفض منح تأشيرة دخول لعضو الكنيست سيمحا روثمان بدعوة من الجالية اليهودية، لأنه ينشر الكراهية والانقسام".


وأشار أنه "لا توجد طريقة أنجع لصد الدعاية الإسرائيلية في أستراليا من منع الإسرائيليين من زيارة البلاد، ومنعهم من تمثيل الجانب الإسرائيلي، فيما رد الاحتلال برفض منح تأشيرات إقامة للدبلوماسيين الأستراليين لدى السلطة الفلسطينية، معتبرةً ذلك خطوةً غير مبررة، مما يؤكد وصول العلاقات بين الاحتلال وأستراليا إلى أدنى مستوياتها التاريخية".

وأضاف أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كتب باللغة الإنجليزية على منصة إكس أن "التاريخ سيذكر ألبانيزي على حقيقته، بأنه سياسي ضعيف، خان إسرائيل، وتخلى عن يهود أستراليا"، زاعما أن "استعداد استراليا للاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة لحماس، وتعزيز لمواقفها الرافضة لإطلاق سراح الرهائن، ومواقف من يهددون اليهود الأستراليين، ويشجع على كراهيتهم التي تتسلل الآن في شوارع استراليا".

ذات الصحيفة ذكرت أنه بعد وصف نتنياهو لنظيره الاسترالي بأوصاف الضعيف والخيانة، ردت كانبيرا بحدة، معتبرة أن "القوة الاسرائيلية لا تُقاس بعدد الفلسطينيين الذين يُمكن قصفهم، ولا بعدد الأطفال الذين يُمكن تركهم جائعين".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تدهورعلاقات الجانبين جاء بعد انضمام كانبرا إلى المسار الدبلوماسي الجاري على مستوى العالم، وإعلانها أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، بل إن وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك وصف نتنياهو بأنه زعيم مُحبط"، وتطرق لأخطائه قائلاً إن ما رأيناه أن بعض أفعال الاحتلال تُؤدي لاستمرار عزلته عن العالم، وهذا ليس في مصلحته".

وأوضحت أنه "بعد إلغاء تأشيرات الدبلوماسيين الأستراليين ردًا على إلغاء تأشيرة روثمان، هاجمت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ دولة الاحتلال، قائلةً إن هذا "رد غير مبرر"، لأنه في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة للحوار والدبلوماسية أكثر من أي وقت مضى، تعمل حكومة نتنياهو على عزل إسرائيل، وتقويض الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام وحل الدولتين".