كشف مسؤول في الجيش الليبي، عن تعرض آمر الكتيبة 55 مشاة
معمر الضاوي، لمحاولة اغتيال فجر اليوم الأحد، وذلك بعد مهاجمة مسلحين رتلا تابعا للكتيبة في منطقة المعمورة بورشفانة جنوب العاصمة طرابلس.
وذكر مسؤول مكتب الإعلام بالكتيبة محمد مسيب، أنّ الضاوي تعرض لمحاولة اغتيال، وفي أعقاب ذلك شهدت منطقة جنوب طرابلس استنفاراً أمنيا واسعا، وفق ما أوردته وسائل إعلام ليبية.
وردّت عناصر الكتيبة على مصادر النيران بشكل مباشر، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت نحو نصف ساعة، وأسفرت عن مقتل 12 من المهاجمين دون تسجيل إصابات في صفوف الكتيبة، فيما أعقب الحادث حالة من التوتر الأمني في منطقة
ورشفانة.
وشوهدت تحركات لأرتال مسلحة وانتشار
مكثف للعناصر التابعة لتشكيلات مختلفة، وشرعت الكتائب في تنفيذ عمليات تمشيط
لتعقّب المهاجمين، وهو ما أثار المخاوف من تصعيد محتمل، خاصة في ظل حساسية الوضع
الأمني في المنطقة وتعدد الأطراف المسلحة فيها.
يشار إلى أن
ورشفانة الواقعة جنوب غرب مدينة طرابلس وتبعد عنها نحو 30 كيلومتراً، شهدت في
أواخر تموز/ يوليو، اشتباكات مسلحة أدت إلى مقتل أحد قادة التشكيلات المسلحة مع 5
من أفراد عائلته في مشاجرة عائلتي اللفع والهدوي بمنطقة أولاد عيسى.
ويأتي هذا
التصعيد بعد يومين من إعلان وزارة الداخلية في
ليبيا وبعثة الأمم المتحدة أن مقرها
الرئيس في طرابلس استهدف الخميس بصاروخ سقط قربه خلال إحاطة الممثل الخاص للأمم
المتحدة في ليبيا حنا تيته أمام مجلس الأمن، عادة بأنه "سابقة خطرة".
وكانت المبعوثة
الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، هانا تيتيه، قدّمت إحاطة أمام مجلس
الأمن الدولي أول الخميس الماضي، عرضت خلالها خريطة طريق جديدة تمتد بين 12 و18
شهرا، تهدف إلى كسر الجمود السياسي القائم منذ سنوات وفتح المجال أمام انتخابات
رئاسية وتشريعية مؤجلة.
هذا وساهمت الاشتباكات المتقطعة في العاصمة الليبية طرابلس فرز كتائب المنطقة الغربية المنقسمة بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة، وفتحي باشاغا، لتفرض واقعا جديدا على الأرض، حيث ظهرت كتائب جديدة على الساحة مثل المجموعات للضاوي (الكتيبة 55)، وتضم مسلحين من منطقة ورشفانة جنوب غرب طرابلس بقيادة معمر الضاوي، بينما خرجت أخرى من الحياد.
وتعيش ليبيا
منذ 2014 حالة انقسام سياسي ومؤسساتي بين حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا
برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتتخذ من طرابلس مقرا، وحكومة الشرق التي أعلنها
البرلمان في طبرق بقيادة عقيلة صالح وتُدير شؤون المنطقة الشرقية، إلى جانب مجلسين
تشريعيين ومؤسسات مالية منفصلة، وأصبح هذا الانقسام العميق أحد أبرز ملامح الأزمة
الليبية، وعائقا أمام بناء مؤسسات موحدة وفاعلة.