سياسة عربية

قمة السيسي وابن سلمان.. غزة على الطاولة وسجال الجامعة العربية في الخلفية

أي فتور في المزاج الإعلامي أو الشعبي بين القاهرة والرياض قد ينعكس على تنسيق ملفات ثقيلة تشمل غزة وإعادة الإعمار وأمن البحر الأحمر- الأناضول
جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الخميس، رفضهما أي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين أو إعادة احتلال قطاع غزة.

جاء ذلك خلال لقائهما في مدينة نيوم شمال غربي السعودية، ضمن مباحثات موسعة في إطار زيارة بدأها السيسي بوقت سابق اليوم للمملكة واستغرقت "عدة ساعات" وفق بيانين للرئاسة المصرية.

وبشأن غزة، شدد الزعيمان على "ضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، والإفراج عن المحتجزين والأسرى، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة".

وأكد السيسي وابن سلمان "ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
كما شددا على "عزم البلدين مواصلة التنسيق والتشاور المشترك، خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مع التشديد على أهمية دعم استقرار دول المنطقة، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية".


وبشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، أعرب ولي العهد السعودي عن "اعتزاز المملكة بما يجمعها بمصر من علاقات أخوية راسخة".

وأكد حرص البلدين على "تعزيز أطر التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والارتقاء بها نحو آفاق أوسع وأكثر استدامة"، وفق البيان المصري.

وأشاد ابن سلمان بـ"الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي، استنادًا إلى ثقلها التاريخي ومكانتها الاستراتيجية".

من جانبه، أكد الرئيس المصري "عمق مشاعر الود والاعتزاز التي تُكنّها مصر، قيادة وشعبا، للمملكة العربية السعودية، وللروابط التاريخية الوثيقة التي تجمع البلدين".


وأعرب عن "تطلعه إلى مواصلة البناء على ما تحقق من نقلة نوعية في العلاقات الثنائية".
وخلال اللقاء، جرى تأكيد "أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة، والإسراع في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، باعتباره إطارا شاملا لتطوير العلاقات على كافة المستويات".

كما جرى الاتفاق على "إطلاق المزيد من الشراكات في مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتطوير العمراني".
وأفادت وكالة الأنباء السعودية، مساء الخميس، بأن الرئيس المصري "غادر نيوم وكان في مقدمة مودعيه لدى مغادرته مطار خليج نيوم، الأمير محمد بن سلمان".

غزة.. والبحث عن ما بعد الحرب

اللقاء يأتي فيما تتكثّف المشاورات العربية بشأن ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، وخطط الإغاثة والإعمار التي نالت زخماً في قمم واجتماعات عقدت خلال الأشهر الماضية في الرياض والقاهرة.

مصادر عربية ودولية أكدت أن المسار المشترك يركز على: إغاثة عاجلة داخل القطاع، تخطيط مبكر لإعادة الإعمار بعيداً عن مشاريع التهجير، إسناد سياسي لمبادرات إحياء عملية السلام، بينها مبادرات سعودية ـ أوروبية ـ عربية، مع دور مصري محوري.


السجال الإعلامي.. ملف حساس في الخلفية

بالتوازي مع هذه الملفات، يطفو على السطح سجال متصاعد بين إعلاميين وكتّاب من مصر والسعودية بشأن مستقبل منصب أمين عام جامعة الدول العربية، واحتمال نقل مقرها من القاهرة.

أصوات سعودية بارزة طالبت بإنهاء ما وصفته بـ"الاحتكار المصري" للمنصب، وطرحت أسماء سعودية لتوليه.

في المقابل، ردت أقلام مصرية بالتأكيد على "العُرف التاريخي" الذي جعل القاهرة مقراً دائماً للجامعة والأمين العام مصرياً.

ورغم أن هذه الطروحات لم تتحول إلى مواقف رسمية، إلا أنها أثارت نقاشاً حساساً قبل عام واحد من انتهاء ولاية أحمد أبو الغيط الثانية (2026).

القاهرة بدورها بدأت التداول بأسماء شخصيات دبلوماسية مصرية بارزة، مثل نبيل فهمي وسامح شكري، تحضيراً للاستحقاق المقبل.