دعا أحد زعماء
الطائفة الدرزية في
سوريا، الشيخ حكمت الهجري، إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الاشتباكات العنيفة
التي شهدتها محافظة السويداء، جنوب البلاد، خلال تموز/ يوليو الماضي، والتي أسفرت عن مقتل مئات
الأشخاص من الطرفين.
وجاءت تصريحات الهجري
خلال خطاب متلفز، مساء أمس السبت، حيث عبّر عن امتنانه للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب،
وكذلك لدولة
الاحتلال الإسرائيلي ودول الخليج العربي، على ما وصفه بالدعم والمساعدة التي ساهمت في وقف
العنف، قائلًا: "شكرًا لكل من وقف إلى جانب الحق".
وتشهد محافظة السويداء جٍملة توتّرات متكررة بين الطائفة الدرزية، التي ينتمي إليها الشيخ الهجري، وقبائل بدوية سنية
محلية، حيث تصاعدت الأزمة في تموز/ يوليو عندما اندلعت مواجهات دامية بين جماعات درزية
وقبائل سنية، استمرّت لأيام، قبل تدخل قوات النظام السوري لإعادة الأمن.
وفي تطور غير مسبوق،
تدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الدروز، حيث شنّت ضربات جوية استهدفت قوافل لمقاتلين
موالين للنظام السوري، وبلغت حدًا غير مسبوق باستهداف مقر وزارة الدفاع السورية في
دمشق، ما اعتبرته دولة الاحتلال الإسرائيلي "عملية إنسانية" ترمي لحماية الأقلية الدرزية.
وطالب الشيخ حكمت الهجري
بإنشاء لجنة تحقيق دولية ومستقلّة تضم ممثلين من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لتقصي
الحقائق حول الأحداث، مشددًا على ضرورة إحالة المسؤولين عن الجرائم إلى المحكمة الجنائية
الدولية، كما دعا إلى نشر بعثات مراقبة دولية في مناطق التوتر لحماية المدنيين.
وأبرز الهجري في خطابه
دعم دول الخليج العربي للطائفة الدرزية، معتبرًا أنّ: "هذا الدعم هو: رسالة تضامن وإنسانية"
مع أقلية تعرّضت لما وصفه بـ"مجازر مروعة" خلال الاشتباكات.
وفي سياق متصل، صرّح شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، حمود الحناوي، في أول مقطع مصوّر له بعد أحداث السويداء، أن المعركة مع حكومة دمشق غدت "قضية وجود ومصير".
ووصف الحناوي الحكومة السورية بأنه "لا عهد لها ولا ذمّة"، محذرا من "الفتنة والحرب الإعلامية"، ونفى حصول "أي تفاوض أو اتفاق في الوقت الحالي" مع الحكومة السورية، مستنكراً "التطاول على رموز الطائفة الدرزية الدينية ومقدساتها والصمت العربي والتعتيم الإعلامي وطمس الحقائق".
ومنذ 19 تموز/ يوليو الماضي، تشهد محافظة السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلّفت مئات القتلى.
وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، آخرها في 19 تموز/ يوليو الماضي.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 بنظام بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم.