قدّم
وزير الثقافة السوري، محمد ياسين
الصالح، تعازيه للفنانة
اللبنانية فيروز بوفاة نجلها، الموسيقار والمسرحي زياد
الرحباني.
وأشار الصالح، في مستهل رسالته التي
نشرتها
رسالة إلى السيدة فيروز
لا أكتب إليكِ معزيا بصفتي الرسمية، بل بما تحمله الثقافة من وجعٍ وحنين، وأسئلة. منذ “سألوني الناس” إلى اليوم وهم يسألون: كيف لصوت امرأةٍ أن يكون وطناً؟ وكيف نعزي الوطن؟
إن صوتكِ يا سيدتي لم يكن يومًا مجرد غناء، بل كان تربية وجدانية لجيلٍ كامل، وشريكًا في… pic.twitter.com/a64YEs2u6a
— وزارة الثقافة السوريّة (@mocsyr) August 2, 2025 " target="_blank">وزارة الثقافة، إلى أنه لا يخاطب فيروز بصفته الرسمية، بل بما تحمله
الثقافة من وجع وحنين وأسئلة، متسائلاً: "كيف لصوت امرأةٍ أن يكون وطناً؟
وكيف نُعزّي الوطن؟".
كما عبر في رسالته عن مشاعر الحزن
والتقدير العميق لمكانة السيدة فيروز في الوجدان السوري والعربي، ولإسهامات زياد
الفنية، رغم الاختلاف في بعض المواقف السياسية.
وأكّد أن صوت فيروز لم يكن يوماً مجرّد
غناء، بل "تربية وجدانية لجيلٍ كامل، وشريكاً في الوجع القومي، ومواساةً في
عتمات الحرب، واحتفالاً في صباحات النصر".
وأوضح الصالح أن فيروز هي من جعلت من
القصيدة بيتاً دافئاً، ومن اللحن جسراً إلى الذاكرة، ومن المسرح محراباً للأمل،
مضيفاً: "كيف نواسي مَن أخرجت معاني التجمُّل من قواميس الشمس؟".
وأضاف أن فيروز "لم تغنِّ دمشق
فقط، بل لبستها كما تُلبس القصائد العظيمة أثواباً من ضوء"، مستذكراً أنها
غنّت من إذاعة دمشق ومن أرض معرض دمشق الدولي بأغنيات خالدة: "شآم، ما المجد؟
أنت المجد لم يغب"، و"شآم، أهلوك أحبابي"، و"يا شام، يا شامة
الدنيا ووردتها".
وأشار إلى أن الفنانة اللبنانية
الكبيرة كانت صوتاً حقيقياً للوجدان العربي "حين خانته السياسة وانقسمت عليه
الجغرافيا"، من "زهرة المدائن" إلى "غنّيت مكة"
و"بحبك يا لبنان".
وأكّد أن وزارة الثقافة السورية تدرك
أنه لا نهضة بلا عودة إلى الأصالة، واصفًا فيروز بأنها "عمود من أعمدة هذه
الأصالة"، مضيفاً أنها لم تكن مجرّد مطربة، بل كانت رؤية.
وأردف قائلاً: "أُعزّيكِ، ونحن
الذين بصوتك نتعزّى , ومؤكدًا أن سوريا ما زالت تحفظ لها بمقام المحبة والإكبار،
وتشتاق إليها كما تشتاق البلاد إلى المطر.
وأشار الصالح إلى أن
زياد الرحباني
قدّم للموسيقى العربية، وكان محدَثاً ومجدّداً "جريئاً"، لافتاً إلى
وجود تباين معه في الرؤى الإنسانية والمواقف السياسية.
واختتم الوزير رسالته بالقول:
"أعزّيكِ بفقيدك الذي قدّم للموسيقى العربية، محدثًا ومجددًا جريئًا، وإن
اختلفت بيننا وبينه المواقف السياسية وتباينت الرؤى , من دمشق، مدينة الروح، ومن
كل سوري وسورية غنّوا معكِ 'سوا ربينا'، لكِ خالص العزاء، وكل الحب".
وتوفي الفنان اللبناني زياد الرحباني في 26 تموز / يوليو الماضي، عن عمر ناهز 69 عاماً، عقب مسيرة فنية تركت بصمة في الحياة
الثقافية والموسيقية والمسرحية في لبنان والعالم العربي.