أكد مصدر طبي فلسطيني، اليوم الثلاثاء،
أن
المجاعة المستمرة في قطاع
غزة تسبت في واستشهاد شاب متأثرا بإصابته بسوء تغذية حاد،
وذلك في ظل منع جيش
الاحتلال دخول الإمدادات والمساعدات منذ آذار/ مارس الماضي،
وتزامنا مع تواصل حرب الإبادة والمجازر الدموية للشهر الـ21 على التوالي.
ولفت مصدر طبي في مستشفى الكويت التخصصي
الميداني إلى أن الشاب أيوب أبو الحصين (29 عاما)، استشهد متأثرا بإصابته بسوء تغذية
حاد،
وفي ساعة متأخرة من مساء الاثنين، نشرت
مستشفى الكويت صورا للشاب أبو الحصين يظهر فيها أشبه بهيكل عظمي، جراء فقدانه
الشديد للوزن إثر إصابته بسوء تغذية.
حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة
وقالت المستشفى في منشور أرفقته مع
الصور، إن أيوب وصل "جثة هامدة، نتيجة سوء التغذية الحاد الذي أصيب به في مشهد
يجسد حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر واستمرار
العدوان".
وحذرت من أن "النقص الحاد في
الغذاء والدواء يهدد حياة آلاف المواطنين خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض
المزمنة وسط غياب أبسط مقومات الحياة".
وصباح الثلاثاء، تداول ناشطون على مواقع
التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق ما حل بجسد أبو الحصين جراء سوء التغذية
والمجاعة.
وتعد حالة الوفاة هذه استثنائية في قطاع
غزة، ففي العادة يكون ضحايا سوء التغذية والمجاعة من فئة الأطفال وذلك جراء ضعف
أجسادهم ومناعتهم.
ارتفاع ضحايا التجويع
والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي
بغزة، ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال الذين "استشهدوا" جراء سوء التغذية
الحاد إلى 66 طفلا، وذلك منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نتيجة تشديد جيش الاحتلال
الإسرائيلي حصاره على القطاع ضمن استخدام "التجويع سلاحا لإبادة المدنيين".
ومساء الخميس، توفيت الرضيعة جوري
المصري (3 شهور) في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن عجزت عائلتها عن توفير
نوع خاص من الحليب العلاجي الذي كانت بحاجة ماسة إليه.
وفي مشهد مؤلم باليوم ذاته، شيعت عائلتا
الرضيعين نضال شراب (5 أشهر) وكندة الهمص (10 أيام) جثمانيهما من مستشفى ناصر في
خان يونس، بعدما فقدا حياتهما بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية.
والجمعة، أعلن المدير العام لمنظمة
الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون
المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري،
جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.
ويغلق الاحتلال منذ 2 مارس بشكل محكم
معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا يسمح إلا بدخول
عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.
فيما كانت تسمح حتى نهاية 2024 بمرور
عدد قليل من الشاحنات بمتوسط 50 شاحنة مساعدات وبضائع يوميا، وفق ما أكدته سابقا
مصادر حكومية وميدانية، فيما أكدت تقارير أممية آنذاك أن عدد الشاحنات التي تدخل للقطاع
لا تعادل "نقطة في بحر الاحتياجات".
يشار إلى أن الاحتلال يرتكب منذ 7
أكتوبر 2023 بدعم أمريكي، إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا،
متجاهلا النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها، وخلفت أكثر من 190
ألف فلسطيني بين
شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب
مئات آلاف النازحين.