كشفت وكالة
الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "
الأونروا"، أن أكثر
من 810 فلسطينيين استشهدوا أثناء احتمائهم داخل منشآت تابعة للوكالة في قطاع
غزة،
منذ بدء عدوان
الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023 وحتى
اليوم.
وجاء ذلك في
بيان رسمي أصدرته الوكالة محذرة فيه من أن منشآتها لم تعد أماكن آمنة رغم أنها
تحمل شارة الأمم المتحدة.
وأكدت الأونروا
أن نحو 1.9 مليون نازح فلسطيني اضطروا للجوء إلى مدارس ومراكز تابعة لها، في ظل
تدمير واسع للبنية التحتية في غزة، ما جعل مؤسساتها الخيار الوحيد أمام آلاف
العائلات الهاربة من القصف.
وأوضحت الوكالة
أن 600 منشأة تابعة لها تعرّضت لأضرار متفاوتة، من بينها 186 مبنى تم قصفه بشكل
مباشر، ما أدى إلى مئات الشهداء والجرحى، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وكانت المتحدثة
باسم الأونروا تمارا الرفاعي قالت في تصريحات لـ"بي بي سي" إن
"المنشآت الأممية ليست فقط غير محمية، بل أصبحت أهدافًا متكررة"، مشيرة
إلى أن الهجمات المتواصلة على المرافق المدنية تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون
الدولي الإنساني.
من جهة أخرى، وثقت
الوكالة استشهاد 317 من موظفيها منذ بداية الحرب، ما يجعل هذا النزاع الأكثر دموية
للعاملين في المجال الإنساني في تاريخ الأمم المتحدة، وقد أكدت الأونروا أن معظم الضحايا
لقوا مصرعهم أثناء تأدية مهام الإغاثة أو داخل مساكنهم في أوقات القصف.
بحسب آخر بيانات
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، بلغ عدد الضحايا
الإجمالي في قطاع غزة 56,331 شخصًا حتى 27 حزيران / يونيو 2025، بمعدل يقترب من 72
شهيدا يوميًا، وتشير البيانات إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من المدنيين،
بمن فيهم الأطفال والنساء.
ومنذ أذار/ مارس
2025، تفاقمت الأزمة الإنسانية نتيجة قطع المساعدات عن شمال غزة بالكامل، ما أدى
إلى حالات سوء تغذية حاد تجاوزت 2,700 حالة موثقة، أغلبها بين الأطفال، وأشارت
تقارير الأمم المتحدة إلى أن منظومة الغذاء في القطاع "انهارت عمليًا"،
وسط عجز المنظمات الإنسانية عن التوزيع الآمن للإمدادات.
وطالبت الأونروا
بإجراء تحقيق دولي مستقل في استهداف منشآتها، مؤكدة أن هذه الهجمات تقوّض قدرة
الأمم المتحدة على حماية المدنيين في أوقات الحرب، كما دعت إلى توفير ممرات آمنة
لإيصال المساعدات الإنسانية، وإلى وقف فوري للهجمات على المنشآت الإنسانية، مشيرة
إلى أن استمرار هذا النهج "يهدد بقاء الوكالة نفسها في القطاع".
من جانبه، دعا
المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إلى تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات، مطالبًا
المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف استهداف المرافق الإنسانية، وأكد في بيان رسمي
نشر على موقع الوكالة أن استمرار استهداف منشآت الأمم المتحدة يعكس انهيارا خطيرا
في المبادئ الإنسانية التي أُقرت بعد الحرب العالمية الثانية.