قضايا وآراء

السينما المصرية والمهرجانات

"لا بد أن يكون عندنا سينما لا أفلام"- CC0
في زمن غير بعيد، كانت السينما المصرية حاضرة بكل قوة في المهرجانات الدولية الكبرى، وأقصد بذلك كان وبرلين وفينيسيا، بل ومهرجان "كان" وحده تضمّن أكثر من فيلم مصري داخل المسابقة الرسمية، التي أضحى القبول بها حدثا فنيا ضخما.

أصبح دخول الفيلم المصري داخل أحد الفعاليات الموازية للمسابقة الرسمية من عظائم الأمور، وهذا بحد ذاته يجعلنا نعيد النظر في كثير من آلياتنا لصنع أفلام تستحق اللحاق بركب السينما الرفيعة. ولا غرو أننا أصحاب أعمال فنية خالدة، كفيلم المومياء، أو يوم أن تحصى السنين لشادي عبد السلام، أو زوجتي والكلب لسعيد مرزوق، أو فيلم الأرض ليوسف شاهين، فكيف بعد هذا التاريخ السينمائي البديع لا نجد ما يمثلنا في المهرجانات الكبرى؟ فمصرنا الحبيبة لا ينقصها المبدعون ولا صانعو السينما الحقيقيون، ولا الموضوعات رفيعة المستوى.

ولهذا لا بد من تكاتف الجهود لإعادة السينما المصرية إلى خريطة المهرجانات الكبرى مرة أخرى، ولا ننكر أن هناك محاولات من هنا وهناك ولكن هذا غير كاف، فثقافة الأفلام الفنية التي تحمل الكثير من الجرأة الجمالية، يجب أن تعود لكي تضاء بها المهرجانات الكبرى مرة أخرى، ويتواصل العالم ويحتك بأفكار مبدعينا وصانعي السينما المصريين بطموحاتهم ورؤاهم المدهشة، وهذا لن يتأتى إلا بتضافر جميع الجهود.

وبالطبع لا ننكر أن هناك مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو منصة للانفتاح على العالم والتواصل معه من أجل التأثير والتأثر، ولكن هذا ليس كافيا لا بد أن يعود الدعم مرة أخرى للأفلام الفنية الرفيعة المستوى، ولا بد أن تصطف وراءها كتيبة المبدعين من كل حدب وصوب حتى تعود السينما المصرية مرة أخرى فتية ويتلألأ الفيلم المصري من جديد في سماء المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى، ويتعرف العالم عن كثب على أحلام ورؤى مبدعينا. نعم هناك عندنا مبدعون، ولا بد أن يكون عندنا سينما لا أفلام.