اتهمت عائلات جنود
الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا في كمين استهدف ناقلتهم المدرعة بمدينة خانيونس
جنوب قطاع غزة، القيادة العسكرية بـ"الإهمال الجسيم"
و"التهور العملياتي"، معتبرة أن أبناءهم لقوا حتفهم نتيجة تقصير واضح في
الإعداد والتجهيز.
ونقلت صحيفة
يديعوت أحرونوت العبرية عن البيان الصادر عن عائلات الجنود قولهم: "فقدنا
سبعة من محاربينا نتيجة إهمال غير مقبول"، مؤكدين أن الحادث يكشف عن مستوى
خطير من التهور في إدارة العمليات العسكرية الميدانية في القطاع.
وبحسب ما أفادت
به وسائل الإعلام العبرية، فقد استهدفت عبوة ناسفة زرعتها
المقاومة الفلسطينية
ناقلة جنود من طراز "بوما" تابعة لكتيبة الهندسة القتالية 605، ما أدى
إلى تدميرها بشكل شبه كامل ومقتل جميع من كانوا على متنها.
وأشارت التحقيقات
الأولية إلى أن العبوة جرى وضعها على هيكل المدرعة خلال مرورها في أحد المحاور
القتالية بخان يونس، فيما لم تنجح الأنظمة الدفاعية في كشف التهديد مسبقًا.
وأوضح تقرير
القناة 12 الإسرائيلية أن عددًا من الجنود القتلى كانوا ضمن وحدة متقدمة متخصصة في
فتح مسارات للقوات المدرعة، وقد وقع الانفجار خلال محاولة القوات سحب آليات عالقة
في منطقة مفخخة، ونقل مراسل القناة أن "انفجار العبوة كان كبيرًا لدرجة أن
بقايا الناقلة تناثرت لمسافة عشرات الأمتار، ولم يتمكن الجنود في المركبات
المرافقة من تقديم المساعدة".
وعلى ضوء
الحادث، طالب أهالي الجنود بفتح تحقيق فوري ومستقل حول أسباب الكمين، متهمين
القيادة باستخدام ناقلات قديمة وغير مؤمنة بشكل كافٍ، رغم التحذيرات السابقة من
خطورة العمليات في المناطق المفخخة دون دعم استخباري وميداني كافٍ.
من جهته، امتنع
المتحدث باسم جيش الاحتلال عن التعليق المباشر على البيان، مكتفيًا
بالقول إن "التحقيقات مستمرة وإن الجيش سيتعامل بجدية مع أي ثغرات قد تكشفها
نتائج التحقيق".
ويعد هذا الحادث
واحدًا من أكثر الهجمات دموية ضد القوات الإسرائيلية في غزة منذ أشهر، في وقت
تستمر فيه العمليات العسكرية في القطاع للشهر التاسع على التوالي، وسط تصاعد
الضغوط السياسية والعسكرية على حكومة بنيامين نتنياهو.