تونس تحدد سعرا مرجعيا لزيت الزيتون مع ارتفاع الصادرات

أعلنت وزارتا الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، والتجارة وتنمية الصادرات في تونس، في بلاغ مشترك صدر الثلاثاء، تحديد سعر مرجعي متحرك لتداول زيت الزيتون على مستوى المعاصر (الباز) بقيمة 10 دنانير٬ أي ما يساوي 3.43 دولار٬ للكيلوغرام الواحد، وذلك في إطار متابعة سير موسم جني وتحويل الزيتون للموسم الفلاحي 2025-2026.

وأكدت وزارة الفلاحة وفق ما نقلته الوكالة الأنباء الرسمية التونسية٬ أن هذا السعر سيخضع إلى تحيين دوري بصفة أسبوعية، أو كلما اقتضت الحاجة، بهدف حماية منظومة الإنتاج وضمان توازنها، بما يراعي مصالح جميع المتدخلين في القطاع، وخاصة صغار الفلاحين.

إجراء لحماية الموسم ومنظومة الإنتاج
ويأتي هذا القرار في سياق حرص السلطات التونسية على إنجاح موسم جني الزيتون، وضمان استقرار السوق، في ظل تقلبات الأسعار وتراجع العائدات رغم ارتفاع الكميات المصدرة.

وبحسب معطيات رسمية نشرها المرصد الوطني للفلاحة، بلغت عائدات صادرات تونس من زيت الزيتون خلال الفترة الممتدة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2024 وآب/أغسطس 2025 نحو 3.3 مليارات دينار (ما يعادل قرابة 1.1 مليار دولار)، مقابل تصدير 252.7 ألف طن.

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي، خلال كلمته في تونس بمناسبة يوم الدبلوماسية لزيت الزيتون التونسي، الذي احتضنته الأكاديمية الدبلوماسية الدولية، أن تونس تعد من بين الدول الرائدة عالميا في زراعة الزيتون.

وأوضح النفطي أن البلاد تضم أكثر من 100 مليون شجرة زيتون موزعة على مساحة تقارب مليوني هكتار، مشيرا إلى أن تونس تتميز “بكميات إنتاجها وجودة زيوتها”، التي حصدت العديد من الميداليات الذهبية في أرقى المسابقات الدولية.

ووصف الوزير زيت الزيتون بأنه منتج “يمثل هوية تونس”، ومتجذر بعمق في تاريخها وثقافتها وتقاليدها، لافتا إلى القيمة الرمزية لشجرة “زيتونة شرف” في منطقة رأس بون، التي يبلغ عمرها نحو ألف عام، واصفا إياها بأنها “شاهدة على أكثر من 2500 عام من التاريخ الزراعي المتوسطي”.

كما أشار النفطي إلى أن زيت الزيتون احتل “مكانة مركزية في السياسة الخارجية التونسية لعقود”.

اظهار أخبار متعلقة

قفزة في الصادرات وتراجع في العائدات
ووفق بيانات المرصد الزراعي الوطني (أوناغري)، بلغت صادرات زيت الزيتون التونسي 288.6 ألف طن خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من موسم 2024-2025 (من تشرين الثاني/نوفمبر 2024 إلى أيلول/سبتمبر 2025)، مقارنة بـ190.1 ألف طن خلال الفترة نفسها من الموسم السابق، مسجلة زيادة بنسبة 41.3%.

وتم تسويق غالبية الزيت المصدر سائبا، بنسبة 84.9% من إجمالي الصادرات، في حين بلغت نسبة الزيت المعبأ 15.1%، مقابل 13.9% في موسم 2023-2024. وشكل زيت “البكر الممتاز” 77.7% من إجمالي حجم الصادرات.
ورغم هذا الارتفاع الكبير في الكميات، سجلت عائدات التصدير تراجعا ملحوظا من حيث القيمة. فبحلول نهاية أيلول/سبتمبر 2025، بلغت الإيرادات نحو 3.6 مليارات دينار (حوالي 1.06 مليار يورو)، مقارنة بـ5.024 مليارات دينار (نحو 1.48 مليار يورو) خلال الفترة نفسها من الموسم السابق، أي بانخفاض قدره 28.4%.

ولم تتجاوز حصة الإيرادات المتأتية من الزيوت المعبأة 21.4% من إجمالي العائدات.

انخفاض حاد في الأسعار
وسجل متوسط سعر زيت الزيتون التونسي تراجعا حادا خلال أيلول/سبتمبر الماضي٬ بنسبة 46.2% على أساس سنوي، ليبلغ 9.28 دنانير للكيلوغرام الواحد (نحو 2.73 يورو)، مقابل 17.9 دينارا (حوالي 5.27 يورو) في الشهر نفسه من عام 2024، مع اختلافات طفيفة حسب نوع الزيت.

وعلى مستوى وجهات التصدير، يظل الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لتونس في قطاع زيت الزيتون، مستحوذا على 58.0% من إجمالي الصادرات، تليه أمريكا الشمالية بنسبة 26.3%، ثم أفريقيا بنسبة 9.4%.

وتعد إسبانيا أكبر مستورد لزيت الزيتون التونسي بحصة تبلغ 26.7%، تليها إيطاليا بنسبة 26.4%، ثم الولايات المتحدة بنسبة 19.3%.

زيت الزيتون العضوي
وبلغت صادرات زيت الزيتون العضوي حتى نهاية أيلول/سبتمبر الماضي نحو 50.9 ألف طن، بقيمة إجمالية قدرها 714 مليون دينار (نحو 210 ملايين يورو). غير أن حصة الزيت العضوي المعبأ لا تزال محدودة، إذ لم تتجاوز 6.3% من إجمالي الصادرات.

وسجل متوسط سعر الكيلوغرام الواحد من زيت الزيتون العضوي 14.02 دينارا (نحو 4.10 يورو)، حيث تراوحت الأسعار بين 13.81 دينارا (4.06 يورو) للزيت السائب و17.06 دينارا (5.02 يورو) للزيت المعبأ.

وأكدت إيطاليا مكانتها كأكبر مستورد لزيت الزيتون العضوي التونسي، بحصة بلغت 51.1% من الكميات المصدرة خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من موسم 2024-2025، تليها إسبانيا بنسبة 20.8%، ثم الولايات المتحدة بنسبة 17.0%.