سياسة دولية

إطلاق سراح الناشطة ثونبرغ بكفالة بعد القبض عليها خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين في لندن

اعتقال ثونبرغ بموجب قانون الإرهاب على خلفية رفعها لافتة كُتب عليها أنا أؤيد سجناء "بال أكشن" وأعارض الإبادة الجماعية - جيتي
اعتقال ثونبرغ بموجب قانون الإرهاب على خلفية رفعها لافتة كُتب عليها أنا أؤيد سجناء "بال أكشن" وأعارض الإبادة الجماعية - جيتي
شارك الخبر
قالت شرطة لندن إنها أطلقت سراح الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ بعد القبض عليها خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين، وذكرت الشرطة وفق ما أفادت به وكالة رويترز ، أن تونبري أُفرج عنها بكفالة حتى شهر آذار/مارس آذار.

وكانت حركة "سجناء من أجل فلسطين"، التي تتخذ من بريطانيا مقرا، ذكرت أن غريتا ألقي القبض عليها في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، وأن اعتقالها جاء بموجب قانون مكافحة الإرهاب بسبب رفعها لافتة كُتب عليها "أنا أدعم سجناء فلسطين أكشن. أنا أعارض الإبادة الجماعية"، وتعد غريتا هي أوّل شخصية معروفة يتمّ توقيفها في لندن على خلفية دعم "فلسطين أكشن"، حيث تصنف الحكومة البريطانية حركة فلسطين أكشن منظمة إرهابية.


وذكرت الحركة أن موقف غريتا جاء خلال مظاهرة بعنوان "سجناء من أجل فلسطين" نظمت أمام مكاتب شركة "أسبن للتأمين" في لندن، كما أعلنت شرطة لندن أيضا عن توقيف شخصين آخرين بزعم إلحاقهما "أضرارا جرمية" بمبنى في حيّ المال والأعمال في العاصمة البريطانية.

وقال ناطق باسم مجموعة "ديفيند آور جوريز" (Defend Our Juries) إن ناشطين رشّا طلاء أحمر على واجهة مبنى شركة "أسبن" للتأمين بغية "لفت الانتباه إلى تواطئها في الإبادة الجماعية"، من جهته قال كبير المراسلين فيجاي براشاد في وكالة "Globetrotter" إنه من المثير للصدمة أن لا يسمح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر  أو حتى يأمر بالإفراج بدافع التعاطف عن المضربين عن الطعام الذين فعلوا ما فعلوه لإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة.


وأظهرت لقطات مصورة غريتا ثونبرغ وهي تحمل لافتة تعلن دعمها لمنظمة "فلسطين أكشن"، المصنفة كمنظمة محظورة في بريطانيا.

وتأتي هذه التطورات في ظل موجة احتجاجات شهدتها لندن للمطالبة بالإفراج عن نشطاء منظمة "فلسطين أكشن"، الذين يخوض عدد منهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام داخل السجون البريطانية، احتجاجًا على استمرار احتجازهم.



بدوره قال الصحفي أوين جونز، إن اعتقال غريتا ثونبرغ جاء لدعمها المضربين عن الطعام من حركة العمل الفلسطيني، لأنه في العالم الذي نعيش فيه يستطيع القادة الغربيون تسليح الإبادة الجماعية والإفلات من العقاب، بينما يتم اعتقال غريتا باعتبارها داعمة خطيرة للإرهاب.

موجة احتجاجات
وكان ميدان بيكاديلي قد شهد تظاهرات واسعة قادتها غريتا، حيث أغلق المحتجون الميدان تعبيرًا عن تضامنهم مع 8 نشطاء مضربين عن الطعام منذ أسابيع، مطالبين بالإفراج عنهم أو فتح قنوات حوار رسمية معهم، ومحملين الحكومة البريطانية مسؤولية تعريض حياتهم للخطر.

وانتقد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي موقف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، معتبرين أن عدم تدخله "حتى من منطلق إنساني" أمر يتنافى مع خلفيته المهنية السابقة كمحامي في مجال حقوق الإنسان، ويرونه متناقضًا مع القيم التي كان يعلن الدفاع عنها قبل توليه رئاسة الحكومة.

فريق قانوني يلوح بإجراءات ضد وزير الخارجية ووزير العدل البريطاني
ووفقًا للتقارير الإعلامية، بدأ 8 من نشطاء "فلسطين أكشن" إضرابهم المفتوح عن الطعام في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، احتجاجًا على استمرار احتجازهم ورفض الإفراج عنهم بكفالة، بالإضافة إلى اعتراضهم على دعم الحكومة البريطانية لإسرائيل في حربها على غزة، ويقبع هؤلاء النشطاء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و31 عاما في السجن حاليا بانتظار محاكمتهم على خلفية أنشطة قاموا بها باسم المجموعة.

واتّخذ قرار حظر "فلسطين أكشن" في تموز/يوليو بالاستناد إلى قانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا، بعدما اقتحم نشطاء في الحركة قاعدة جوّية في جنوب إنكلترا ورشّوا طلاء أحمر على طائرتين فيها، متسبّبين بأضرار بقيمة 7 ملايين جنيه استرليني (9,55 ملايين دولار).

وفي ضوء حظر المجموعة، يصبح الانتماء إليها أو تأييدها فعلا إجراميا يعاقب عليه بالسجن لمدّة قد تصل إلى 14 عاما، وأوقفت الشرطة أكثر من ألفي شخص خلال عشرات التظاهرات التي أقيمت تنديدا بحظر المنظمة، بحسب "ديفيند آور جوريز".

تنديد بـ"التواطؤ البريطاني" مع الدولة العبرية
وتقدمت إحدى مؤسِسات المجموعة هدى عموري بطعن في قرار الحكومة البريطانية أمام القضاء.
وأثار حظر المجموعة التي أنشئت سنة 2020 وتقول إنها "ملتزمة وضع حدّ للدعم العالمي لنظام الإبادة والفصل العنصري في إسرائيل" وتندّد بـ"التواطؤ البريطاني" مع الدولة العبرية، لا سيّما في صفقات الأسلحة، انتقادات شديدة من المنظمات الحقوقية.

كذلك، ندّد به خبراء أمميون باعتبار أن "أضرارا مادية بسيطة لا تعرّض حياة أحد لخطر ليست خطيرة لدرجة توصف بالإرهاب"، ودعا المفوّض الأممي السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك حكومة كير ستارمر إلى إلغاء هذا الحظر باعتباره "غير متناسب".

وفي العام 2022، اقتحم نشطاء من "فلسطين أكشن" موقعا تابعا لشركة "تاليس" للصناعات الدفاعية في غلاسكو. وكانوا اقتحموا العام الماضي فرعا لشركة الأسلحة الإسرائيلية "إلبيت سيستيمز" في بريستول، وفي آذار/مارس الماضي، دخلوا ميدان غولف تابعا للرئيس الأميركي دونالد ترامب في جنوب غرب اسكتلندا وكتبوا على عشبه "غزة ليست للبيع".

وخلال الأيام الماضية، أعلن الفريق القانوني للمضربين عن نيتهم اتخاذ إجراءات قانونية ضد وزير الخارجية ووزير العدل البريطاني ديفيد لامي، متهمين إياه بانتهاك السياسات الحكومية المتعلقة بالتعامل مع السجناء المضربين عن الطعام، بعد أسابيع من غياب أي تواصل رسمي من جانب الحكومة.


التعليقات (0)