سياسة تركية

تركيا تعثر على مسيّرة روسية شمال غرب البلاد.. وتحذيرات

أنقرة تحذر من تحويل البحر الأسود إلى ساحة مواجهة عسكرية - الأناضول
أنقرة تحذر من تحويل البحر الأسود إلى ساحة مواجهة عسكرية - الأناضول
شارك الخبر
أعلنت وزارة الداخلية التركية، الجمعة، العثور على طائرة مسيّرة روسية الصنع من طراز «أورلان-10» في ولاية قوجه إيلي، شمال غربي البلاد، في حادثة تأتي في سياق تصاعد المخاوف التركية من امتداد الحرب الروسية–الأوكرانية إلى منطقة البحر الأسود.

وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن التقييمات الأولية تشير إلى أن الطائرة كانت تستخدم لأغراض الاستطلاع والمراقبة، مؤكدة أن التحقيق لا يزال جاريا لتحديد ملابسات الحادث وكيفية وصول المسيّرة إلى الأراضي التركية.

وأوضحت قناة «إن تي في» الإخبارية أن سكانا محليين عثروا على طائرة غير مأهولة في أحد الحقول الزراعية بولاية قوجه إيلي، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق رسمي بشأن الحطام، وسط إجراءات أمنية مشددة.


اعتراض وإسقاط مسيّرات 
ويأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان تركيا اعتراض وإسقاط طائرة مسيّرة «خارجة عن السيطرة» اقتربت من مجالها الجوي من جهة البحر الأسود، في حادثة أخرى أثارت القلق بشأن أمن الأجواء التركية.

وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن راداراتها رصدت جسما جويا يقترب من المجال الجوي التركي فوق البحر الأسود، وتم وضعه تحت المراقبة ضمن الإجراءات الروتينية، قبل أن يتبيّن أنه طائرة مسيّرة خارجة عن السيطرة.

وأضاف البيان أنه جرى إسقاط المسيّرة في منطقة آمنة خارج المناطق السكنية، لتجنب وقوع أي أضرار أو حوادث، مشيراً إلى وضع الطائرات التركية وطائرات “إف16” التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في حالة تأهب لضمان أمن المجال الجوي.

ولم يحدد بيان وزارة الدفاع نوع المسيّرة أو الجهة التي انطلقت منها، مكتفيا بالتأكيد على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين.

اظهار أخبار متعلقة


تحذيرات تركية من عسكرة البحر الأسود
وتأتي هذه الحوادث في أعقاب تحذيرات تركية متكررة من تصعيد عسكري في البحر الأسود، خاصة بعد الهجمات الروسية الأخيرة على موانئ أوكرانية، التي ألحقت أضرارا بثلاث سفن شحن مملوكة لجهات تركية.

وكانت تلك الهجمات قد وقعت بعد أيام من تهديد موسكو بـ«عزل أوكرانيا عن البحر»، عقب ضربات أوكرانية استهدفت ثلاث ناقلات من ما يعرف بـ«أسطول الظل» الروسي.

وفي هذا السياق، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد الماضي، من تحويل البحر الأسود إلى «منطقة مواجهة عسكرية» بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدا تمسك أنقرة باستقرار المنطقة ومنع اتساع رقعة الحرب.

سفن تركية تتضرر وقلق رسمي متصاعد
وكانت غارة جوية روسية قد ألحقت أضرارا بسفينة تركية في ميناء أوديسا الأوكراني، وفق ما أعلنته كييف والشركة المشغلة للسفينة، ما فاقم القلق التركي.

وخلال الأسابيع الماضية، تعرضت ناقلات نفط مرتبطة بروسيا في البحر الأسود لهجمات متكررة، بعضها نفذ باستخدام طائرات مسيّرة، وأعلنت كييف مسؤوليتها عنها، الأمر الذي دفع أنقرة إلى استدعاء مبعوثين من روسيا وأوكرانيا للتعبير عن قلقها إزاء سلامة الملاحة وأمن المنطقة.

وأكدت وزارة الدفاع التركية أن تدمير المسيّرة تم في موقع آمن، حرصا على حماية المدنيين والمجال الجوي، داعية في الوقت ذاته روسيا وأوكرانيا إلى الالتزام بأقصى درجات الحذر فوق البحر الأسود.

ويأتي ذلك في ظل مخاوف تركية متزايدة من امتداد تداعيات الحرب في أوكرانيا إلى السواحل التركية، خاصة بعد سلسلة الضربات التي استهدفت ناقلات روسية قبالة الساحل التركي، ما يضع أنقرة أمام تحديات أمنية متصاعدة في واحدة من أكثر المناطق حساسية جيوسياسيا.
التعليقات (0)