سياسة عربية

الشرع يدعو السوريين إلى النزول للميادين ويرفض "أفكار الانقسام"

أشار الشرع إلى أن هذه الدعوات تهدف إلى "إظهار اللحمة الوطنية"- رئاسة الجمهورية السورية
أشار الشرع إلى أن هذه الدعوات تهدف إلى "إظهار اللحمة الوطنية"- رئاسة الجمهورية السورية
شارك الخبر
دعا الرئيس السوري أحمد الشرع مساء الخميس، مواطني بلاده بجميع فئاتهم ومكوناتهم إلى النزول للساحات والميادين، للتعبير عن فرحتهم بذكرى معركة "ردع العدوان" التي أسقطت النظام المخلوع برئاسة بشار الأسد.

وتُعدّ "معركة ردع العدوان" العملية العسكرية الكبرى التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 في شمال غربي سوريا، بهدف الرد على التصعيد العسكري للنظام السابق والعمل على توسيع مناطق سيطرتها.

وفي كلمة مصورة، قال الشرع: "‏أيها الشعب السوري العظيم أبارك لكم اليوم ذكرى بدء معركة تحرير سوريا بأكملها، معركة ردع العدوان، التي عملت على إسقاط النظام المجرم بكامل أركانه وتحررت سوريا من النظام المجرم السابق".

وتابع قائلا: "بهذه المناسبة العظيمة، فإنني أدعو كامل أطياف الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته للنزول إلى الساحات والميادين للتعبير عن فرحته بهذه المعركة العظيمة"، مشيرا إلى أن ذلك يأتي لـ"إظهار اللحمة الوطنية والوحدة الوطنية وسلامة التراب السوري ووحدة أراضيها".

وفي وقت سابق، أكد الشرع تمسّك الدولة بوحدة مؤسساتها السيادية، معتبرا أن قطاعات الدفاع والخارجية والأمن والاقتصاد "غير قابلة للتجزئة" وتتطلب مركزية قوية حتى في الأنظمة الفيدرالية.

اظهار أخبار متعلقة



حديث الشرع جاء خلال مشاركته في اجتماع موسع بمدينة اللاذقية عبر اتصال فيديو، في ظل تحركات شعبية رافضة للتقسيم واضطرابات أمنية شهدتها مناطق الساحل مؤخرا، وفق ما أوردته قناة "الإخبارية السورية" الحكومية.

وشدد الشرع على أن "الجغرافية السورية تعيش على بعضها، ويستحيل أن يكون للساحل سلطة قائمة بذاتها منعزلة عن البقية"، واصفا أفكار الانفصال أو الفيدرالية التي تخدم مصالح ضيقة بأنها "تعبير عن جهل سياسي".

وتأتي تصريحات الشرع في وقت ترتفع فيه أصوات محلية في منطقة الساحل معقل النظام المخلوع، تطرح أفكارا مرتبطة بالانفصال، بالتزامن مع دعوات مماثلة من تنظيم "قسد"، في شمال شرق سوريا، وفي محافظة السويداء بالجنوب.

ورغم تعهد الشرع بالحفاظ على الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية للأقليات مثل الأكراد والدروز السوريين، تستمر الجهات الانفصالية في المطالبة بـ"الفدرلة الكاملة"، بما في ذلك إدارة المؤسسات السيادية.

ويوم الثلاثاء الماضي، شهدت عدة مدن وبلدات في محافظات اللاذقية وحماة ودير الزور والقنيطرة، مظاهرات شعبية مؤيدة للدولة السورية وتؤكد على الوحدة الوطنية ورافضة لدعوات التقسيم والانفصال، وفق المصدر نفسه.

اظهار أخبار متعلقة



وتأتي هذه التحركات الشعبية في سياق تأكيد الوحدة الوطنية ورفض أي مساع أو دعوات تهدف إلى تقويض نسيج المجتمع السوري، أو المساس بسيادة البلاد ووحدتها.

كما تأتي غداة احتجاجات شهدتها مدينة اللاذقية، أصيب على إثرها عنصرا أمن وعدد من المدنيين بإطلاق نار من جهة حي يقطنه ضباط مرتبطون بالمؤسستين الأمنية والعسكرية التابعة للنظام المخلوع، وفق وزارة الداخلية.

وقالت الوزارة إن تلك الاحتجاجات ظهرت في بدايتها بغطاء احتجاجي ثم تحولت سريعا إلى منصات تحريض طائفي ممنهج، تسعى إلى زرع بذور الانقسام وإحداث شرخ في المجتمع المحلي.

وأوضحت أن الأمن رصد "مجموعات مرتبطة بخلايا إجرامية تابعة لفلول النظام البائد، عملت على تأجيج الفوضى والتحريض، وقامت بالاعتداء على عناصر الشرطة والمهام الخاصة وشرطة المرور، كما أقدمت على تخريب وتحطيم عدد من الآليات الرسمية".

وفي تصريحات سابقة، اتهم متحدث وزارة الداخلية نور الدين البابا، جهات خارجية بالترويج لبث الفوضى في مناطق الساحل، عبر احتجاجات.

وتبذل الحكومة السورية الجديدة جهودا لضبط الأمن وملاحقة فلول النظام السابق الذين يثيرون اضطرابات أمنية، خاصة في منطقة الساحل، التي كانت معقلا لكبار ضباط نظام الأسد.

وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000- 2024)، الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970- 2000).
التعليقات (0)

خبر عاجل